تقرير سعاد الخضر
على الرغم من ان العام الدراسي بدأ بولاية الجزيرة منذ الثاني من نوفمبر الماضي الى انه لايزال يعاني كثير من التحديات اهمها تردي البيئة المدرسية. الذي تسبب فيه إستخدام مباني المدارس كمساكن للنازحين الذين وفدوا اليها بعد سيطرة مليشيا الدعم السريع على الخرطوم ونتج عن ذلك الى جانب تردي البيئة
نقص الاجلاس ويعد نقص المعلمين من اكبر التحديات حيث أن تعيين المعلمين توقف منذ عهد الوالي الاسبق المرحوم محمد طاهر ايلا في العام 2012م ويبدو ان الوزارة لم تنتبه لخطورة ذلك في مقابل ازدياد عدد المعلمين الذين يصلون الى سن التقاعد سنويا وكما هو معلوم فإن الجزيرة نضم ثمانية محليات هي الكاملين -الحصاحيصا- شرق الجزيرة – أُم القري- مدني الكبري- جنوب الجزيرة- المناقل – القرشي، ويقدرعدد القري بالولاية بأكثر(3000) قرية، والكنابي مايزيد عن(2150)، ويبلغ سكان الولاية أكثر من (5) مليون شخص
ويبلغ عدد مؤسسات التعليم الأساسي بحسب سودان ربورتس (2477)، بينما يبلغ عدد مدارس المرحلة الثانوية 754 مدرسة، ويبلغ عدد المنتسبين، إلى التعليم العام النظامي، بولاية الجزيرة بمراحله الثلاث، حوالي (مليون) و(224) ألف طالب، أمّا عدد المعلمين في مرحلتي الأساس، والثانوي (الحكومي وغير الحكومي) فيبلغ (36) ألف، و(250 ) معلم… وفي العام 2017م ، أصدرت حكومة الولاية، قراراً قضي بتجميد (200) مدرسة ثانوية، وتحويل طلابها إلى مدارس أخري، بدعوي ضعف “تغذيتها”، وقلة عدد طلابها.
تفاصيل المعاناة
وأوضح
مدير معهد تدريب المعلمين بوحدة ود ادم بمحلية القرشي بولاية الجزيرة
الريح قسم السيد فضل المولى
أن المشاكل كثيرة ومتعددة فإلى جانب البنية التحتية من فصول ومكاتب واسوار وميادين لممارسة الرياضة والأنشطة الثقافية يوجد نقص كبير في عدد الفصول وقال لموقع ريتيرن نيوز واغلب المدارس اصبحت غير صالحة للدراسة والان تجري بها صيانة بواسطة العون الذاتي ونقدر الظروف الإستثنائية التي تمر بها البلاد لكن هذا التردي لم يكن وليد اليوم بل منذ سنين والان بلغ مرحلة متأخرة وهناك معضلة أخرى تتمثل في المعلم حيث أن هناك نقص كبير في الكوادر التعليمية ولم تحدث تعيينات منذ ١٣ عام وحتى قدامى المعلمين منهم من أحيل للمعاش ومنهم من ترك المهنة بسبب ضعف الأجور، واردف المتوسط لراتب المعلم لأسرة من خمسة أشخاص ٩٠ الف بمعدل ٣ الف لليوم وزيادة على ذلك فهذا الكادر التعليمي لم ينل حظه من التدريب واشتكى من تراكم مشاكل المرتبات حيث لم يصرفوا مرتبات خلال العام ٢٠٢٤ بجانب متأخرات مرتبات عام ٢٠٢٣ و٢٠٢٥، والمعلمين تقديرا لظروف البلاد يواصلون عملهم ليلاً ونهارا وأصبحت مدارس الجزيرة تعتمد على المتعاونين من خريجي الجامعات الذين يتعاونون مقابل أجور زهيدة يدفعها أولياء أمور التلاميذ الذين ارهقهم ذلك ، واعتبر ان رخصة مزاولة المهن التربوية، واحدة من المشاكل التي أطلت برأسها باعتبار أن
الخريجين اكملوا الجامعات منذ سنوات وطُلب منهم تلك الرخصة وجلسوا لامتحانات ومعاينات ولم ينالوا هذه الرخصة
ومنحوا مقابل ذلك وعودا بنيلها
منذ سنين وحتى يومنا هذا، والى جانب ذلك تبرز مشاكل وجود إدارات غير مدربة ومؤهله بالمدارس، وهناك مديري مدارس من الخريجين وحتى الكفاءات الموجودة خريجين ثانوي عالي، بالاضافة الى عدم استقرار المناهج
وكشف عن وجود شح كبير في المعلمين المتخصصين في الموادالاساسية كالانجليزي والرياضيات والمواد العلمية الفيزياء والكيمياءوالأحياء مما دفع معظم الطلاب للالتحاق بالمساق الأدبي ووصفها بالمشكلة الكبرى وانتقد عدم ادراك الادرات التعليمية لذلك لعدم وجود مراقبة للعام الدراسي خاصة الجولات التوجيهية ودلل على ذلك بأن هناك بعض الوحدات لم يزرها الموجهين حتى نهاية العام المنصرم وبداية العام الجاري،
واستنكر فرض رسوم
على التلاميذ التي ارهقت كاهل اسرهم، واستدرك قائلا ورغم ذلك المعلمين يقومون بواجبهم كاملاً، وشدد على أن مشاكل التعليم بحاجة الى وقفة وجهد حتى تصل للمسؤولين في وزارة التربية والتعليم،
واكد تقديرهم للظروف التي تمر بها البلاد لكنه عاد ليؤكد ان ولاية الجزيرة تحديداً حتى بعد أن أصبحت ولاية آمنة لازالت المشاكل فيها ماثلة وتحتاج لوقفة، لمعالجتها ولخصها في مشاكل المعلمين والبنية التحتية، بعد أن إنتفت المبررات بأن الولاية غير آمنة، وناشد المسؤولين بالتدخل العاجل لإنقاذ التعليم حتى لا يتضرر منه انسان الولاية والطلاب بشكل عام.
وفيما يتعلق بالمرحلة المتوسطة والتي تم فصلها عن الابتدائية وصف مدير التدريب بوحدة ود آدم القرار بالموفق إلى حد ما وانتقد عدم توفير الفصول والكادر المدرب فيها وذكر لاتوجد بها بيئة ملائمة للعمل وتبقى مشكلة المعلم ماثلة
صحيح أن هناك خريجين تم الاستعانة بهم لكن المرحلة المتوسطة تحتاج لمعلمين أكفاء والمرحلة المتوسطة ليست بالأمر السهل، ولايعقل عدم وجود كادر مؤهل والقدامى على اعتاب المعاش، ولايوجد معلم بالأساس قديم ولاخريج يستطيع أن يدرس بالمرحلة المتوسطة
حيث أن هناك مواد يصعب تدريسها مثل الانجليزي يحتاج لتدريب وتأهيل للمعلمين، والمعلمين الذين يفترض ان يدرسوا كيمياء وفيزياء واحياء غير موجودين، ونوه الى ان فصل المرحلة الابتدائية عن المتوسطة اتخذ من غير وضع احتياطات من مباني ومعلمين، وزاد هناك بعض المعلمين المتعاونين خريجين لايجيدون التدريس ولا يستطيع أحدهم وضع جدول حصص، ونحن نقرع ناقوس الخطر لذلك لابد من النظر لمشاكل المعلم وفصل المرحلة المتوسطة والرخصة المتعلقة بمزاولة المهنة تتم زيادة رسمها بصورة مستمرة وهو أمر غريب، وسمعنا ان هذه الرخصة نُقلت امدرمان والرسوم مابين ٢٥الف إلى ٢٢ وهو أمر مرهق للمتقدم
واشار الى لي أحد الزملاء المعلمين ابلغه ان هناك خريج جلس لامتحان مهنة مزاولة التعليم مرتين لكنه لم ينجح ووصف ذلك بالأمر غريب، وزاد هناك شخص خريج زراعة نجح اما خريج التربية لم ينجح وهذا طعن في التربية، وهذا الحديث يجب الا يتم الصمت عليه ونحن نقدر ظروف البلاد ونعرف ما تعانيه والحرب ارهقت الجميع والوضع قاتم ومأساوي.
وطالب بتعيين اكبر عدد من المعلمين وذكر
لو كنت المسؤول لقمت بتعيين أكبر عدد ممكن من آلاف الخريجين الذين لا عمل لهم واقترح ان يتم تعيين الخريجين وأن يتم تدريبهم واستيعابهم، والمواطنين على استعداد لدفع مرتبات المعلمين رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد الى يستقر الوضع ومن ثم تلتزم الحكومة بدفع مرتباتهم
واشار الى مقترح تقدم به عدد من قدامي المعلمين بأن يمدد المعاش الإجباري إلى سن ال٧٠ لأن العام الحالي التحق العشرات من المعلمين بالتدريس وهم على مقربة من سن المعاش و
وتابع انا أؤيد ذلك، وعمر ال٧٠ عام عز العمل والعطاء، لأن عدد كبير من المرشحين للمعاش سيواصلون ويمكن الاستفادة منهم في تدريب الخريجين الجدد من المتعلمين وبعدها يمكن أن نطالبهم بالتعاقد واطالب بالنظر في أمر المعاشيين حتى يتم الاستفادة منهم وهناك مقترحات كثيرة لكن لاحياة لمن تنادي.
تزايد تسرب المعلمين والطلاب
تردي البيئة المدرسية
وفي السياق قال عضو مجلس الاباء بقرية ودآدم بمحلية القرشي صديق
موسى للموقع أن الولاية شهدت استقرار طويلا منذ فجر التاريخ حيث لعب مشروع الجزيرة دورا بارزا فيه
حيث كان المشروع عصب الاقتصاد السودان ككل بالاضافة الى تأثيره الايجابي على انتشار المدارس.
واشار الى حجم
التحديات التي تواجه التعليم في ولاية الجزيرة باعتبار ان
التنمية المستدامة و الاستقرار راس الرمح فيها التعليم .
واكد ان
التحديات التي تواجه التعليم هذا العام تختلف كليا عن الاعوام السابقة لان الولاية تأثرت في معظم اجزائها بالحرب اللعينة حيث اخذت الجزيرة نصيبا وافرا من الحرب المدمرة إلا انها خرجت بفضل الله وجهود الجيش
وبدات تلمم اطرافها من جديد.
فمن الناحية الأمنية الولاية مستقرة ولكن العملية التعليمية معقدة تتكامل فيها الادوار وأرجع اسباب تردي البيئة المدرسية بسبب
استغلال النازحين
للمدارس كمراكز إيواء مما أثر على استئناف العام الدراسي ونوه الى ان
مباني المدارس وكذلك الاجلاس خاصة في أطراف الولاية تحتاج الى مجهودات ضخمة من الدولة التي يقع على عاتقها الدور الأكبر ثم يأتي بعد ذلك ياتي الجهد الشعبي
ولفت الى ان نقص
الكادر ظل هاجس مستمر بسبب توقف التعيين لفترات طويلة.
واشار الى ان وزارة التربية والتعليم بالولاية سعت الى تنظيم مهنة التدريس حيث اصبحت امتحانات مزاولة المهنة من شروط التعيين حيث امتحن عدد كبير من الراغبين واستدرك قائلا لكن
الاستيعاب ظل دون الطموح وكشف ان معظم المدارس فيها معلمين متعاونين والبعض الاخر منها فيه نقص حاد اضافة الى ان التدريب دون الطموح وشدد على ضرورة اعداد المعلم حتى يؤدي رسالته بالصورة المطلوبة حيث أن التدريب في السنوات الأخيرة قبل الحرب كان متراجعا و الان توقف تماما.
وحذر من تاثير هجرة المعلمين لمهنة التدريس جراء نزوحهم الى مناطق اخرى خصوصا العنصر الرجالي وندعو إلى ضرورة ضخ دماء جديدة في شرايين وزارة التربية بتعيين واستيعاب الكوادر مع استمرار عملية التدريب والتطوير حتى تتمكن الولاية من استعادة وضعها قبل اندلاع الحرب اللعينة
ونوه الى وجود مشاكل اخرى في الادارات الفنية المنوط بها متابعة المدارس في اداء منسوبيها فيما يتعلق بغيابهم و حضورهم
وأوضح انهم كمجلس اباء ظلوا يحاولون الوقوف على المشاكل البائنة لمعالجة الخلل من خلال رفد المدارس بالامداد المالي للانشاءات
والبناء إلا انها مجهوداتهم الذاتية لايمكن ان تحل كل هذه المشكلات لأن اعادة الإعمار مسؤولية الدولة بصورة أساسية والمواطن اصبح يعاني بسبب المشاكل والظروف الضاغطة
وكشف عن تفاقم مشاكل التسرب من للمعلمين والطلاب وارجع ترك المعلمين للمهنة لأن مرتباتهم لاتكفي لمدة اسبوع من الشهر أما تسرب الطلاب الى مناطق الذهب بسبب العائد السريع وشدد على ضرورة متابعة هذا الملف الخطير بصورة تكاملية بين الدولة والمواطن المكتوي بهذه المشاكل.
شواغر بسبب المرحلة المتوسطة
وتحسر موسى على ان كثير من المناطق بالوحدات تعاني بيئة حرجة جدا ومثل لذلك بنموذج لمناطق تعاني خلل بمجالس الاباء واعتبر ان واحدة من التحديات فصل المرحلة المتوسطة التي بدأت تتشكل ولكنها تعاني من ان الكادر كان مختلط فكثير من المعلمين يريدون المتوسطة على حساب الابتدائي وطالب بفصل المباني والادارات والتي انتجت شواغر في كل الولاية مما يضيف عبئا اداريا جديدا
ولفت الى ان من بين التحديات توفير الكتب المدرسية التي اصبحت متروكة في معظمها على المواطن مما يفاقم من معاناته لذلك لابد من توفيرها لطلاب الابتدائي والمتوسطة والثانوية.
واكد ان المرحلة المتوسطة مرحلة وليدة وتحتاج تركيز حتى تكون حلقة اكثر قوة لذلك تحتاج الى عمل نوعي
جهود شعبية
وفي السياق اوضح حسن
دفع الله من قرية الشويرب أن
نفرة شباب الشويرب اعادت مدرسة الاساس وقامت بصيانتها ونوه إلى
أن
شباب الشوريب قاموا بمجهود كبير عبر الجهد الشعبي لتطوير مدرسة الأساس بالمنطقة، وقال للموقع منذ العام ١٩٧٥ وحتى العام
٢٠٢٥ لم نرى من الحكومة شيء غير فصل واحد ، حيث أن المدرسة تمت صيانتها بالكامل من الصف الأول وإلى الفصل التاسع بجهد شباب القرية ولدينا أكثر من ٢٦ مدرسة متعاونة وجميع مرتباتهن يتم دفعها من قبل اهل القرية وهناك معلمون تم تعيينهم، ونحن ندفع لبقية المعلمين مرتباتهم،
ولفت الى المعلم المعين من الحكومة راتبه ١٠٠ الف،
واردف وافطار المعلمين نقوم نحن بالترتيب له ولم نشهد من المحلية شيء ولا مثقال ذرة، والتعيينات بها جانب فني ولايحق لنا التحدث فيه، واشتكى من توقف تعيين المعلمين منذ العام ٢٠١٢ في الوقت الذي أعلن فيه وزير التربية اجازة تعيين الفين معلم واعتبر ان هذا العدد غير كافي لان الولاية بها ثمانية محليات،
