منذ فترة، تصلني مئات التعليقات: لماذا تفعل الإمارات ما تفعله؟ لماذا تقاتل الثورات وتطارد الديمقراطيات وتدعم أنظمة القمع؟ لماذا تنحاز للأعداء حيث يفترض أن تقف مع شعوب المنطقة؟
اليوم، أفتح لكن ملفًا دقيقًا للغاية…
ملف محمد بن زايد كما يُرى من داخل القصر نفسه.
محمد بن زايد ليس مجرد امتداد لزايد الأب، كما تحب الرواية الرسمية أن تصوره…
بل هو، بكل وضوح، انقلاب كامل على فلسفة المؤسس.
داخل اجتماعات النخبة، يعرف الجميع أن محمد بن زايد يرى أن والده كان “رجل عصره”، لكنه اليوم – في تقديره – لا يصلح لمعادلات العصر الحديث:
وبينما آمن زايد بأن الشعوب العربية يمكن كسبها بالاحترام.
محمد بن زايد يؤمن بأن الشعوب لا تُدار إلا بالخوف، والخصوم لا يُهزمون إلا بالاختناق السياسي والاقتصادي.
منذ تخرجه من ساندهيرست البريطانية، عاد محمّلًا بعقيدة عسكرية خالصة:
“البقاء للأقوى، لا للأعدل.”
ولهذا:
تحرك في 2011 لإجهاض الربيع العربي من لحظته الأولى في كل مكان.
موّل الانقلاب العسكري في مصر بتفاهم سري مع واشنطن.
سلح حفتر للسيطرة على الشرق الليبي تحت غطاء مكافحة الإرهاب.
هندس تفكيك اليمن عبر دعم المليشيات والانفصاليين.
دعم الإبادة في السودان عبر دعم ميليشيات الدعم السريع .
موّل حملات إعلامية كبرى لشيطنة كل فكرة تغيير أو تحرر.
- في كواليس القصر، تُحكى عبارة تكررت في أكثر من اجتماع أمني داخلي لمحمد بن زايد:
“الخطر الحقيقي ليس السلاح… بل الأفكار التي تخرج عن السيطرة.”
ولهذا لم يكن عداؤه محصورًا في جماعة الإخوان المسلمين كما يصوّره البعض…
بل في أي مشروع سياسي مدني مستقل، وأي قوى شبابية تحررية، وأي حركة تحلم أن تعيد تشكيل إرادة الشعوب بعيدًا عن الهيمنة.
اختار تحالفًا استراتيجيا مع تل أبيب مباشرة بتفاهم عالمي مع اللوبي الصهيوني لبناء شبكة نفوذ أمنية عابرة للمنطقة، تراقب وتطارد وتخترق.
هذا التحالف لم يكن صدفة،
والتطبيع لم يكن مشروعا أمريكيا…
بل رغبة بن زايد الواضحة النابع من عقيدة ترى أن قمع المنطقة يحتاج إلى شركاء محترفين
- اليوم، حين تسأل لماذا تبدو الإمارات رأس حربة ضد كل محاولة للتحرر العربي…
فالجواب يبدأ من هنا:
محمد بن زايد بنى مشروعه على أن تدمير أحلام الشعوب جزء من أمانه الشخصي، ووسيلة لإرضاء حلفائه الصهاينة وكسب دعمهم.
وهذه ليست تكهنات…
بل رؤية واضحة تظهر في كل قرار، وكل دعم، وكل تحرك ميداني خرج من غرف القصر منذ عشرين عامًا وحتى اليوم.
#