لا أستغرب ابداً مافعله المليشي جار النبي الذي يُطلق على نفسه لقب “الأُسطورة” بأبناء الصالحة المدنيين العُزل ،فقد سبقه آخرون من شيعة المرضي النفسيين الذين أطلوا علينا بجرائمهم البشعة في هذه الحرب اللعينة.
هذه المجزرة ليست جديدة على نهج المليشيا فمُنذ نشأتها ضمت أسوأ من مشى على أرض السودان من مجرمين ،قطاعين طرق ،قتلة ،مرتزقة ،شفافة ، مغتصبين معتادي إجرام وسجون ، فهذا “الأُسطورة” الموهوم وهو فعلاً أسطورة في الجهل والبلاهَة والعُته كان نفسه أحد قادة المليشيا المُدانيين في السجون بتهمة الإتجار في السلاح والمخدرات قبل الحرب، نعم هو إمتداد لتلكم القادة المنحرفين المنضمين للمليشيا الذين بلغوا في غيِهم وإجرامهم مبلغ التتار والمغول بل وتفوقوا عليهم فهم يزهقون أرواح الأبرياء دون أن يرمش لهم جفن أو يُحرك لهم ساكن.
مُنذ الرصاصة الأولى للحرب حدثت الآلاف من هذه المجازر في الخرطوم ولكن الشعب السوداني لم يفطِن لها فكنا آنذاك ملهِيون بخطاب من “أطلق الرصاصة الأولي” الذي أشرف عليه نخبة من الساسة والناشطين إمتهنوا فن السَفسطة جدالاً وتضليلاً ، لم تبدأ المليشيا حربها بالورود والقُبلات ولكنها دشنتها بالمجازر والإعدامات العلنية فكانت مجزرة القيادة التى راح ضحيتها قرابة الثلاثون من حرس الرئيس البرهان أولى المجازر وتوالت المجازر طوال عامين بنفس الأسلوب والنهج لا يتغير فيها إلا عدد الشهداء والمصابين ،هاهي دماء شهداء قرية ود النورة ،السريحة ،القطينة ، الفاشر مخيم زمزم لم تجف بعد ولم تَبتلع جناجر ذويهم غَصة الفقد وألم الفراق .
والغريب في الأمر ظلت المليشيا طوال هذه المدة تحتفظ بمستشارين حمقى يُرددون تبريراتهم في كل مجزرة كالببغاوات ، هاهو أحد مستشاري الهالك على قناة الجزيرة يتباهي ويتشدق بأنهم “لابد أن يتغدوا بالجيش قبل أن يتعشي بهم” ؛ عندما سمعت هذه العبارة أيقنت أن المليشيا لم تُهزم من فراغ فهى لم تقدم للشعب السوداني نموذجاً واحداً في رجاحة العقل أو القول أو الإثنين معاً لا في الميدان ولا في السياسة ولا في أى شئ.
أدركت كذلك أن العقل اللاواعي لمستشاري الهالك يعلم تماماً أن الجيش سوف يتعشي بهم في إشارة ضمنية أن النهاية ستكون للجيش ؛ وهى حقيقة مفزعة ومقلقة للمليشيا وداعميها وفي نفس الوقت دامغة في عقولهم لذلك جُل مايفعلونه أنهم يحاولون تأخير هذا العشاء الأخير تارة بأمثال الأسطورة وجرائمه الحمقاء وتارة بإستهداف المرافق الحيوية بالمسيرات الإماراتية .
مثل هذه المجازر لن تزيد الشعب السوداني إلا إصراراً نحو إستكمال الإنتصارات وجنى ثمارها، فمليشيا كهذه لا بد أن تُجتث إجتثاثاً من الأرض لأنها نبت شيطاني لا ينفع الناس ، وعلى قرار إجتثاثها يجب أن تُجتث معها الفكرة البغيضة التى تولدت في عقول كثيرين من الجهلاء، فكرة أن القبيلة لابد أن تُحمى بأفرادها وأبناءها المدججين بالسلاح هذه الفكرة اللعينة التى طبقها أول وزير دفاع في حكومة الصادق المهدي ” فضل الله ناصر برمة” عام ١٩٨٦م الذي سمح بتسليح الجنجويد ” المراحيل” آنذاك ، واليوم تجلت فكرته تماماً في إنحيازه المطلق للوقوف في صف ملشياته بعد أن قويت شوكتها وكادت تبتلع السودان برمته.
هذه المجازر لم تثبت للسودانيين سوى عمق الفجوة بين هؤلاء اللقطاء والشعب السوداني الحر الأصيل ، فهذا الوطن العظيم يستحيل أن يتصدر هؤلاء الجهلة والمأجورين مشهده السياسي أو يشكلوا رأيه العام عبر الوسائط الإجتماعية المختلفة أو يتجسدوا في مستقبله بأى شكل من الأشكال فهم لا يتعدون كونهم كارثة نادرة وشاذة ألمت بالشعب السوداني الصبور لتخرج منه أفضل مافيه، ووعد جيشنا مع هذه الكارثة أنها لن تعود بعد هذه المرة أبداً.
اللهم برداًوسلاماًعلى السودان