✍️ لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد
الحيلة قديمة قدم الضعف الإنساني عندما يُحاصر بالحُجج الدامغة في جُرمٍ مشهود، أو نقض لمواثيق، أو قطع لوصال ولذلك ما قامت به ( إمارات الشر ) من تدبيج حملة دعائية مفادها أنها ضبطت ( خلية ) وهذه المُفردة منتقاة حتى تلفت الإنتباه، وتُثير الفضول، وتقرع أجراس الخطر، وتُشير من طرفٍ أن أجهزة مخابراتها صاحية منتبهة، وتمّ الإعلان وسط أضواء الإعلام الكاشفة حتى يعُم النبأ العظيم كل أرجاء المعمورة ويؤكّد أنّ السودان عبر هذه الخلية يقوم بتجارة السلاح غير المشروعة في بلد الأمان والرفاهية ووزارة السعادة، وأنّ هذه ( الخلية ) إستغلّت الطِيبة في قلب الإمارات، ومارست تهريب الذخائر للجيش السوداني ( جيش البرهان وياسر العطا ) حيث يقومون بقتل المدنيين الأبرياء بلا رحمة، وبهذا الكسب المخابراتي غير المسبوق تكون الإمارات قد حقنت دماء السودانيين، وأثبتت للعالم الحُر حرصها على السلام والأمن الدوليين.
ولأن الغباء نفسه جُند من جنود الله يجيئ هذا الإعلان المتزامن تزامنًا ( عجيبًا ) مع إقتراب موعد إعلان محكمة العدل الدولية يوم الإثنين القادم الموافق الخامس من شهر مايو، أي بعد أقل من إسبوع لتقول المحكمة رأيها في جدوى إستمرارها النظر في قضية السودان ضد الإمارات أو عدولها عن ذلك لعدم كفاية البيّنات التي قدّمها السودان، والمعلوم أنه أي السودان قد رفع قضية ضد دولة الإمارات متهمًا إياها بتمويل عمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية في حرب السودان، وأنّها الممول الرئيس لعصابات الجنجويد القتلة، وقدّم الوثائق والأدلّة الماديّة وتقارير المخابرات، ورصد المنظمات، وإفادات الشهود وتقارير الأمم المتحدة مما أقنع المحكمة بقبول الدعوى من حيثُ الشكل وعقدت الجلسة المشهورة والعالم ( يرفع يده إلى فِيه ) دهشًة، وعجبًا وإستغرابًا، كيف إستطاعت الإمارات خداعه بنسختها المخادعة ( d.jakeli ) واخفت عنه فظائع ( m. Hide ) وأين لها كل هذا البرود كالقاتل المتسلسل.
نعم، إنه الخوف الذي يتسرب إلى الإمارات، ويبلّل ملابسها الداخلية، ويُثير قلقها، ولذلك ومن باب الدفاع الذاتي، وعوامل البقاء، ورفع الحرج ومحاولة تعويض الخسارة بهجوم مُضاد، تمخّضت دوائر المخابرات الإماراتية، وبالتأكيد في حضرة الخبراء الصهاينة المعتمدين، تمخّضت فولدت هذه المزحة الشائهة أنّ السودان يهرّب الذخائر عبر مطارات دبي حتى تضع في كفّتها أمام العالم أنها ضحيّة لعمليات بيع سلاح ممنوع تجري على أرضها وبأيدي الخليّة السودانية لصالح جيش البرهان وياسر العطا.
والكلام موجّه للمحكمة الدولية والصراخ في أذنها حتى تؤثّر على قرارها المرتقب يوم الإثنين القادم بأنّ المعادلة متكافئة.
وكأن الإمارات لا تعلم أن أول مصنع ذخيرة تم إفتتاحه في السودان كان عام ١٩٦١م على يد الرئيس إبراهيم عبود حيثُ لم تُولد في ذلك الوقت هذه الدويلة، بمعنى أنّ السودان عرف صناعة الذخائر قبل عقدٍ من الزمان لم تكُن فيه الإمارات شيئًا مذكورًا.
وكأن الإمارات لم تستضيف مجمع اليرموك للصناعات الدفاعية في معرضها ( إكسبو ) عام ٢٠٢٠م حيثُ شارك السودان بـ ( 99 ) مُنتج دفاعي من الطيران الخفيف والذخائر الذكيّة، وأجهزة الإتصال، والرؤية الليلة، والمركبات القتالية والأسلحة الخفيفة والثقيلة، والألبسة والتجهيزات العسكريّة، وكان جناح السودان هو فاكهة المعرض بأجمعه،
فإن كان ذلك كذلك فكيف يتخفّى الجيش السوداني من وراء خلايا مُفترضة لتوفير حاجاته القتاليّة الإضافية وهو الدولة ذات السيادة التى تبيع وتشتري السلاح في ضوء النهار، وبحُر مالها لا تحتاج أن تتخفّى وراء ( خلية ) كما تفعل الإمارات وهي تمُد المليشيا عبر رحلات طيران مموّه حتى كود التعريف، والمسارات والمهابط الجانبية في مطارات المتآمرين، وتفريغها في جُنح الظلام ، ( وأن الله يسمع ويرى ).
هذه الحيلةُ الدفاعية الضعيفة البنية المنطقية، الركيكة الصياغات المكشوفة النوايا والأهداف بالتأكيد لن تمُرَ على ذي لُبٍ، ولن تخدع جُب، ولن تنطلي على أحد؛ فهي مردودة حتى عند أهل الإمارات أنفسهم، في غمزاتهم المستخفية ولحن أقوالهم، وهذا من شِدّة خوفهم وحرصهم على سلامتهم الشخصية من يد الأمن الباطشة، في بلد وزارة السعادة ( والله السعادة عندكم !!!! )
إنه شأن المريب يكادُ يقول خذوني، فها هي الإمارات تفضح نفسها وتُبدي خوفها وقلقها من الوقوف في قفص الإتهام بأبشع الجرائم ضِد الإنسانية.
فهل يُسعفها هذا الهراء الذي رمته في قارعة طريق الدعاية في شأن السودان ؟؟
ضربني وبكى ،،،، وسبقني إشتكى
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ