رندا عبد الله
بسعي واجتهاد حثيث، ينتشرون فى الأرض، كلٍ في مجاله يخطط لرزق يسعى لأجله .. هكذا يفعل السودانيون لكسب لقمة العيش الحلال فى بلاد الغربة والمهجر، بعد أن قضت الحرب على مدخراتهم وانتشروا على بقاع شتى، وسلك عددا كبيرا منهم سبل التجارة والعمل الخر الذي تعددت وتنوعت أساليبه.. فصار هناك وعاء أو فكرة تجمعهم، وهي “البازارات” التي تعد فكرة قديمة لكنها باتت ظاهرة تنتشر وتتمدد وسط الوافدين السودانيين فى دول الخليج لاسيما في دولة الإمارات العربية المتحدة كسبيل للمساهمة في تأمين متطلبات المعيشة اليومية.
البازارات
تعتبر البازارات عبارة عن أسواق موسمية تنظم في فترات قصيرة متفاوتة لعرض مختلف الأشياء من المنتجات والسلع والأطعمة السودانية وقد تشمل العروض أيضا طرح مشاريع وأفكار تستهدف جلب الزبائن لتسويق المنتجات.
وينظم البازار باستغلال مساحات الأندية الخاصة بالجاليات السودانية أو في المراكز التجارية أو الحدائق العامة بعد دفع البائعات والتجار مقابلا ماليا للجهة المنظمة أو عبر وسيط.
ندرة في السابق
في الزمان السابق قبل الحرب تشكل ندرة بائنة، كما تعتبر من التظاهرات الموسمية التي تنظم بشكل سنوي أو مرتين في العام، بينما أنها لم تكن فكرة وليدة اليوم، بل تضاعفت وأصبحت تنظم بشكل دوري مرة أو مرتين في الشهر، مع وجود أكثر من بازار.
أوضح محمد بهاء رئيس الجالية السودانية بأبوظبي في حديثه لنا “أن البازارات كانت تنظم بشكل نادر قبل الحرب من قبل السودانيين”
مبينا بقوله: تنظيم البازارات قبل الحرب قليلة، تكاد أن تصل إلى مرتين كل عام قبل أن تصبح نشاطا تجاريا راتبا حاليا.
فرصة ذهبية
وسيلة للتسوق والتعرف على الزبائن، هكذا ابتدرت إحدى البائعات الحديث، كما أوضحت لنا “أن البازار كوسيلة للتسويق يمثل خيارا لطرق كل الأبواب الممكنة، لاسيما أن البائعات لا يملكن “محلات” بيع خاصة بهن ويمثل البازار لهن على الأقل فرصة للتعرف على زبائن جدد يمكن أن تتمدد العلاقة بيننا معهم من خلال الاتصال التلفوني لطلب السلعة أو المنتج بعدها من المنزل.
وتضيف: بجانب ذلك يعتبر البازار فرصة ذهبية لبيع كميات أكبر من السلع بسبب كثرة الطلب وتوافد الزبائن نتيجة للحملة الدعائية التي تنظم له عادة قبل أيام من العرض.
وتعد تلك الظاهرة واقعا يعيشه السودانيين في بلاد المهجر والاغتراب المختلفة، وهناك بازارات حققت صيتا واسعا من الانتشار وأصبح لها جمهور يترقبها بين الحين والآخر.