رندا عبدالله
تزداد تداخلات أزمة السودان جراء الحرب التى نشبت قبل اكثر من عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع ما ادى الى انفراط الامن وانهيار البنية التحتية للبلاد ، ويتعقد المشهد اكثر بعد العقوبات الامريكية الاخيرة التى فرضت على الحكومة واتهامها باستخدام الاسلحة الكيميائية بينما تفيد التوقعات عن مساعي دولية لاستئناف المفاوضات لحل الازمة
وادت الحرب التى نشبت فى ابريل من العام قبل الماضي الى مقتل اكثر من (١٥٠) الف شخص حسب تقارير دولية ونزوح(٢٦) مليونا ونشطت خلال العامين الماضيين العديد من المبادرات والمنابر والجهود لحل الازمة لكنها لم تفلح فى نهاية المطاف فى إيقاف المعارك التي امتدت إلى معظم الولايات السودانية
واكدت القيادة السعودية قبل أيام حرصها على مواصلة الجهود لحل الازمة السودانية من خلال منبر جدة فى ذات الوقت الذى مضت فيه الحكومة السودانية بخطوات ربما يراها الكثيرين تمضي فى ذات الاتجاه لحل الازمة بتعيين د. كامل ادريس رئيسا للوزراء و تحيط بادريس عوائق الخلافات التى احتدمت بمجرد الاعلان عنه اذ رفضته قيادات إسلامية بارزة بجانب قيادات من الكتلة الديمقراطية التي تعتبر الحليف الابرز للجيش فى الحكومة
وكشفت الحكومة السودانية على لسان عضو مجلس السيادة ابراهيم جابر عن مبادرة قدمتها لإيقاف الحرب وقال جابر خلال حديثه فى القمة العربية التى عقدت مؤخرا ببغداد
(ونؤكد في هذا المنبر إلتزام حكومة السودان بتنفيذ خارطة الطريق التي تم تقديمها للأمم المتحدة والوسطاء والتي تشمل وقف إطلاق نار مصحوب بإنسحاب الميليشيا من كل المناطق والمدن التي تحتلها ، ورفع الحصار عن مدينة الفاشر بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736 ثم عودة النازحين واللاجئين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وإستئناف العملية السياسية الانتقالية بتعيين حكومة مدنية من الكفاءات المستقلة مع حوار سوداني سوداني شامل يؤسس للوصول إلى الانتخابات،) وأبدى القيادة بتحالف صمود خالد عمر يوسف فى وقت سابق ترحيبا برؤية القوات المسلحة التى قدمها الفريق ابراهيم جابر من على منبر الجامعة العربية وقال فى منشور على صفحته فى موقع فيس بوك انه وغض النظر عن نقاط التباين مع هذه الأطروحة فإن الأمر الجيد هو تغليب لغة السعي نحو نهاية عاجلة لهذا الصراع عن طريق الحلول السلمية التفاوضية عوضاً عن إطالة أمده بحثاً عن حل عسكري لأزمة يستعصي على البنادق الإحاطة بكل جوانبها.
وأوضح المحلل السياسي مجدى كنب لريتيرن نيوز ان ابراهيم جابر إعاد تقديم خارطة الطريق التي قدمتها الحكومة للامم المتحدة وبقية المنابر الإقليمية ووجدت قبولا من تلك الجهات
وقال (في تقديري انها الآن قيد التنفيذ ولعل تعيين رئيسا للوزراء اتى في ذات السياق) وأبدى كنب ملاحظات قال فيها
أن الفريق ابراهيم جابر ركز في خطابه للقمة علي الجانب الاقتصادي وهذا نفسه مؤشر على أن حسم الجانب السياسي و العسكري مسألة وقت
واكد أن خارطة الطريق تمثل مخرجا واردف و الاتحاد الأفريقي رحب بتعيين الدكتور كامل ادريس واعتبر ذلك خطوة في اتجاه الحكم المدني وتوقع أن يكون هذا الترحيب له ما بعده فيما يتعلق بموقف الاتحاد الأفريقي من السودان.