✍️ لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد
حينما قال سيدنا عُمر بن الخطاب ( *المُحَدّث* ) رضي الله عنه أظلُّ أهاب الرجل حتى يتكلم، فإن تكلم سقط من عيني أو رفع قدره عندي. وكذلك قال الحكيم سقراط ( *تكلّم حتى أراك* ) على ضوء هذه الحكمة تظهر صورة د. الوليد آدم مادبو كما تظهر صور الظلال على مسارح المهرجين، على الشاشات القُماشية ليكتشف المُشاهد أنّه قد خُذل في كل توقعاته، فالسيرة الذاتية المبذولة والمنمّقة بين يدي هذا الكائن ( *كائن بالكاف ، وليست بالخاء* ) وموضوعات الهندسة والعلوم السياسية وخبير الحوكمة، كلها تهيئ المرء ليسمع من فصل الخطاب، وطيّب الكلم، وسداد الرأي، وبلاغة السرد والقُدرة على الإحاطة والبيان، والموسوعية في الفهم، وعدالة الأحكام، وعُمق الثقافة السودانية، وإستنباط الحل وإستصحاب تجارب وميراث الأسلاف.يسمع كُل هذا أو بعضه على الأقل من مقابلات وتوثيقات د. الوليد مادبو، والمتوفّرة في الوسائط لمن أراد أن يستوثق، ولكن يأبى د. الوليد إلّا أن يكسر خواطر المتأملين، ويخذل العشم، ويرتد من كُل ذلك العلو ( *العلمي* ) المفترض إلى أسفل سافلة البذاءة والسقوط، وينسلخ من كُل آيات الحُسن والحِكمة إلى لهاث بلا طائل، فيغالط نفسه ويسجّل عليها النقاط ليخسر كُل مُراهنٍ عليه ويُفجع كل من ظنَّ به خيرًا.في كل مقابلاته، سيما التي كانت بالأمس الأول ظلَّ الرجل ( *وحده* ) في مواجهة القوّات المسلّحة السودانية ودولة ٥٦، والنُخب النهبوية ( *من النهب* ) النيلية، وقبيلة الشايقية تحديدًا، كُل ذلك بإفتراض أنّه الأقدر على تفسير الظواهر، وتأويل الأحلام، ومحاكمة التاريخ في ثقةٍ مفرطة توشك أن تكون أشبه بالهوس النفسيّ، فهو الذي يقرّر تغيير قيادة الجيش، ويَسوق الإتهامات له بممارسة القتل والتهجير في دار فور، وتكرار ما يقوله إعلام المليشيا، وهو الذي يوثّق الشهادات العلمية للآخرين للإعتراف بها، فيقول عن شهادة د. مزمل أنها من ( *السوق العربي* ) إمعانًا في السخريّة والتهكّم، وهو ما لا يليق به أو بغيره أن يقوله، ولهُ سوابق في الإساءات فقد أساء للمرحوم الصادق المهدي ( *بإبتذال* ) فتصدّى له بُشرى الصادق وآذاه بالضرب وأوجعه.الوليد كان ينتظر تعيينه رئيسًا للوزراء قُبيل تعيين حمدوك بدفع من قريبه ( *حميدتي* ) ولمّا خابَ ظنّه إنقلب على سائر الوضع يومها، وشكّك في شهادات حمدوك ثم وعده حميدتي بالتعويض في حكومة آل دقلو التي لن تجد بالطبع أفضل من د. الوليد لينفّذ برنامجها الإستئصالي لشأفة ( *الجلابة* ) أهل الإمتيازات كما وصفهم حميدتي والنهبوية النيلية المميزين كما نعتهم الوليد،وأسرَّ الرجلان هذا التدبير وإنطويا على حقدٍ أسود ظنًّا منهما أنّ اللهَ غافلٌ عنهما.وقد كانت قيادة الجيش على قدرٍ العزم والتصميم لهزيمة كل المخطّط برغم كبره وخطورته وما أُعدّ له من تجهيزات، وما أُتفق عليه من تدابير دولية وإقليمية، وما تهيأت له أحزاب ( *قحط* ) من تأييد والتبشير به.الأمر الذي شقَّ عليهم جميعًا من إماراتهم وصهاينتهم وكُل داعميهم الإقليميين والدوليين.وشقَّ عليهم أكثر موقف الشعب السوداني الذي فاجأهم بوقوفه ( *ألف أحمر* ) مع جيشه ومشروعه الوطني بعيدًا عن أيّ تأثيرات أو مساومات.ويأتي تعيين البروف كامل إدريس قاصمًا لظهر الوليد ومعيّته القحاحيط، وهو الموقف الذي جعل الوليد يرمي بكل أوراقه في المقامرة ويكشف الجانب المظلم من تفكيره، ويفضح عنصريته التي فشلت ( *الحوكمة* ) في حُكم نزعتها الوحشية، وتبريرها كل جرائم الجنجويد، وفشلت مساحيق الشهادات العلمية أن تُغطّي قُبح وجهه ولؤم مسعاه، فهو اليوم عند كل أهل السودان ( *عدا الجنجويد والقحّاطة* ) جنجويدي برباط عُنق، خنجره في حلقة يطعن به ظهر جيش الوطن، وسُمَّه في لسانه يلدغُ به عرى المجتمع السوداني المتلاحم، وهواه ( *نفسه* ) تراه عاكفًا عليها، وله في الإعلام ( *صفيرٌ وخوار* ) كعجلِ قوم موسى، ولأن كان د. الوليد في شكٍّ من هذا فليفتح صفحات الوسائط ولينظر تعليقات المتابعين، ويتحسّس مدى السخط والغضب والتندّر عليه ليعرف مقداره بين الناس الذين سعى ليكون عليهم حاكمًا ( *تحت سيادة البرهان* ) وتمّ رفضه، وتآمر ليكون عليهم حاكمًا ببندقية حميدتي وفشل، والآن يرمي بالحجارة وجه الوطن نكايًة فيه، كيف يفرّط في خبير الحوكمة وفريد عصره وآينشتاين زمانه.وزي ما قال شيخ العرب أبو سن لمهندس الري في الحكاية المعروفة :*”يا ولدي كدي انت أول حاجة هندس،،،،،،، “*وكذلك نقولُ لخبير الحوكمة:*كدي يا وليد أنت أول حوكم نفسك ، نحن هينين.**بـل بـس يـا جنـجويـد*