مفهوم مبهم
أكدت مديرة مكتب قناة العربية بالسودان لينا يعقوب وجود مساحة من الحرية تقابلها مساحة من التتضيق وانتقدت عدم التزام حكومة رئيس وزراء الفترة الانتقالية د عبد الله حمدوك بحماية الحريات حيث تم تطويق إحدى الصحف بقوات الدعم السريع وإيقاف الاعلانات وتوجيه تهامات مجانية للصحفيين واشارت إلى أن الأمر لم يتوقف عند ذلك بل تعداه إلى اعتقال الصحفي عطاف عبد الوهاب من قبل لجنة إزالة التمكين ووصفت مفهوم الأمن القومي بالمبهم واعتبرت أنه شعار أي سلطة تستخدمه وشددت على أهمية الحريات خاصة في وقت الحرب لتحقيق مبدأ المصداقية في نقل الحقيقة وقالت لينا أمس في خيمة الصحفيين التي نظمها مركز جلنار الصحفي بفندق قراند هوتيل
في زمن الحروب يحدث التضليل ويتم تقديم رأي واحد والحرية أن تحمي الرأي غير المرغوب فيه ونوهت إلى انهم اعلاميين لايقارنون بين الحريات في السودان و السويد وامريكا وبالتالي لايريدون من الحكومة أن تعقد مقارنة بين الحريات في السودان ودول أخرى
تعقيدات بسبب الحرب
واوضح مدير قناة الشرق في السودان خالد عويس أن الصحافة السودانية مرت بنضالات كثيرة ولفت إلى أن أكثر من ٥٠٠صحفي فقدوا وظائفهم واغلقت أكثر من ٢١ مؤسسة صحفية أبوابها منذ اليوم الأول للحرب مما تسبب في مفاقمة معاناة الصحفيين في المنافي والمناطق الآمنة وأشار إلى تعقيدات نشأت بسبب الحرب مما أدى إلى توفر قدر من الحريات في مقابل قدر من التضييق
تباين مفهوم الامن القومي
وقال عويس هناك اشكاليات تتعلق بالمصطلحات والتصنيفات الخاصة بالوطنية وتمسك بضرورة وجود قدر من الضبط مالم تكن هناك إدانة واعتبر أن فلسفة مفهوم الأمن القومي متغير ولفت إلى عدم وجود اتفاق بين المؤسسات على ذلك واردف الأمن القومي يختلف من دولة لأخرى حيث ييتعلق في دول بالاختراعات أو حفظ بعض سلالات الحيوانات أو بذور محسنة تسعى الدولة إلى حفظها وذكر مفهوم الأمن القومي ليس مضبوطا وهناك حديث علني وحديث سري وطالب بفتح نقاشات حول تحديد الأمن القومي
ونوه إلى وجود قدر من سوء الفهم فيما يتعلق بالاعلام على الرغم من تعدد منصاته التي تشمل الإعلام الحكومي والمحلي الخاص بالإضافة إلى الإعلام الدولي وانضمت إليه وسائل التواصل الاجتماعي التي تضخ كثير من المعلومات في ظل وجود مدونين تتوفر لديهم المصداقية ويعملون وفق معايير اقرب للصحافة في مقابل اكاذيب وتضليل وافتقاد للمهنية
بروقراطية المؤسسات
وطالب بضرورة التعامل مع الاعلاميين بالقانون لأن هناك رأي سياسي وأكد التزامهم بمراعاة الحساسية الدينية والعرقية والجندرية والثقافية فضلا عن التزامهم بتجنب نشر صور الأطفال والأسرى ضمن مدونة سلوكية بجانب الاستقلالية المهنية واردف هناك مساحة من الحرية رغم الحرب وأثنى على الجهات المسؤولة إلا أنه عاد ليؤكد أن هذه المساحة بدأت تترنح منذ نحو أربعة أشهر واشتكى من معوقات تواجههم من قبل المصادر الرسمية خاصة بالنسبة للتقارير التي تحتاج الى رد من مسؤول
ونوه الى أن عمل القنوات لاينتظر الاجراءات البيروقراطية وقطع بأنها تحد من قدرتهم على العمل واشتكى من انهم مواجهين بسيل من الاتهامات ربما يرقى للتخوين والتهديد بالايقاف والاغلاق مما تسبب في خلق بيئة معادية خاصة لمراسلي الوكالات والصحف مما يؤثر في حرية الصحافة ويصعب.
الخطوط الفاصلة
من جهته قطع وزير الإعلام والثقافة خالد الاعيسر بعدم استدعاء
اي جهاز اعلامي منذ تسلمه الوزارة باستثناء
لفت انتباه بعض الزملاء والزميلات إلى أن الخطوط الفاصلة بين المهنية والموضوعية تستدعي أن يكون هناك مصدرا معلوما لتلقي المعلومة لا سيما في ظروف الحرب الحالية حتى لا يؤدي اي نشر لفقدان أرواح جنود البلاد الذين يقاتلون في الميدان وقال الاعيسر في ندوة الحريات الصحفية هذا ما أشارت اليه القيادة العسكرية ممثلة في هيئة الاركان بأنها لن تسمح بنشر اي معلومات عسكرية في سياق الحرب القائمة في السودان لان من شأن ذلك ان يشكك في ارادة القوات المسلحة ويعرض جنودها للخطر ولفت إلى أنه حتى في
الغرب الاخبار لا تخرج الا عبر الغرفة المركزية للقيادة العسكرية في المنطقة الخضراء بالإضافة إلى أن إسرائيل في الوقت الحالي تمارس دور التعتيم وكذلك في الدول العربية
واردف
اذا ما الذي يمنع السودان من وضع حدود فاصلة للعمل الأمني وكل ما من شأنه أن يهدد الأمن القومي
اصوات تطالب باغلاق قنوات
وكشف عن تعالي اصوات غالبية الشارع السودان التي تطالب بابعاد بعض القنوات العربية من السودان واستدرك قائلا نحن نتصدى لذلك ايمانا منا بان هذا العمل التعسفي من شأنه أن يضر بشكل الحريات الصحفية في السودان لذا لا نلجأ للانتصار للذات لكي نتخذ قرارات هي من حقنا ولم ننجرف
وراء الارادة التي تدعو إلى وقف القنوات الفضائية التي كان لها دور حسب الرأي العام في تصعيد نيران الحرب في بعض المدن ومواطنيها
ودافع عن قرار منح وكالة سونا الاخبار التي تختص بالدولة باعتبار أن ذلك أمر متعارف عليه دوليا
وانتقد إساءة فهم ذلك القرار حتى على مستوى رفيع ان هذا الامر يحد من تصريحات المسؤلين للمؤسسات الإعلامية وأكد ان القرار لايمنع أن تخرج اي مؤسسة إعلامية وتلتقي المسؤولين واعتبر أن الإجراءات التي تسبق إجراء المقابلات
ترتيب عمل لا علاقة له بكتم الحريات اطلاقا بل هو ضبط للخطاب الرسمي للدولة وذكر نحن لا نرفض اي علاقة تواصل بين المسؤولين ووسائل الإعلام الخارجي ولكن يجب ان يتم بترتيب موضوعي ومهني يحفظ سيادة وهيبة الدولة وهذا لا يتعارض مع الإعلام الخارجي
وأكد عدم رفضهم منح المسؤولين
إفادة سريعة للوكالة المعنية باعتبار أن التقرير الإخباري فيه أقل من دقيقة للمسؤول كاضاءة في سياق المعرفة التي تتصل بالموضوع وذكر نحن لم نمنع مسؤول أن يتعامل مع قنوات الإعلام الخارجي
واكد أن الوزارة او الأجهزة الأمنية لاتتدخل في تنظيم النشاطات الاعلامية ودلل على ذلك بأن خيمة الصحفيين تقام في الهواء الطلق دون اخذ الأذن من الوزارة او تصريح من تلك الأجهزة
وقطع بأن هذا لا يحدث في كل دول العالم
وقال الاعيسر نحن في السودان نعيش حالة متقدمة جدا من الحريات الصحفية ونرسخ لفهم راسخ بحكم اننا من ابناء هذا البلد و نؤمن ايمان قاطعا بان الحرية يجب ان تبقى مطلقة من اي تدخل من السلطة
ولفت الى تردي وضع الحريات خلال الاربعة أعوام الماضية حيث تم منعهم من الحديث في التلفزيون بجانب
ايقاف برنامج تلفزيوني لم يسمه بالاضافة الى ايقاف مشاركة احد الصحفيين في برنامج شهير
على خلفية تصريحاته حول الوثيقة الدستورية في زمن الحرية والتغيير بعد الثورة وذكر فما كان من السلطة التي تزعم انها تدعو للدمقراطية وتدعم الحريات الا أن اوقفت هذه القنوات اذا نحن في مرحلة متقدمة جدا بما كان عليه السودان إبان الحقب التي حكمت في الفترات السابقة
نحن في أسمى درجات التسامي والتسامح والقيم الصحفية والموضوعية
وقطع بأن الحكومة لم تتدخل في مبدأ الحريات ولم تكبح جماح اي صحفي انتقد الدولة ودلل على ذلك بأن كثير من الصحفين ينتقدون المسؤلين ويشاركون في المؤسسات الإعلامية القومية وكشف وزير الاعلام عن تصديه لكل مسؤل سعى لوضع حد لبعض الصحفين الذين ينتقدون الحكومة
دمج الاجسام النقابية
وفيما يختص
بالأجسام النقابية أعلن وزير الإعلام عن ترحيبه
بفكرة أن تندمج هذه الأجسام في مجموعة قليلة تعبر عن المجموعات المختلفة حتى تساعد وزارة الاعلام لخلق جسم وطني موحد ووطني يخاطب هموم الصحفيين في السودان
وكشف عن تفاصيل اجتماع معه ضم عدد من الأجسام النقابية من بينها الاتحاد والنقابة والروابط وأشار إلى أنه طلب من منسوبي تلك الأجسام
ترك انتماءاتهم الايدلوجية و الحزبية والسياسية خارج مباني الوزارة وتابع طلبت منهم بأن يأتوا إلينا كمهنين
برؤية واحدة لكي نقدم لكم ما يمكن تقديمه كدولة
وتعهدت لهم بالتعامل معهم بالتساوي وحفظ مقاماتهم لكي ننهض بالعمل الصحفي لكن خرجوا ولم يعودوا حتى حديثي هذا.
