عم يتساءلون
اسئلة ليست بلا اجابة
✍مجدي عبد القيوم(كنب)
بعض الكتاب الذين يوالون مليشيا الدعم السريع وكذلك بعض ممن يدعون الحياد بعد كل ما اراقوه من مداد سودوا به الصفحات عجزوا عن فك طلاسم الحرب فطفقوا يتساءلون عن الاسباب الحقيقية وراء العجز عن إنتاج حل ملهم لإيقاف الحرب
مؤكد أن السبب الأساسي في ذلك الفشل يعزي لعدم التوصيف الحقيقي للحرب
كيف ذلك ؟
لنري .
اذا كنت تصف الحرب بالعبثية فهذا يعني انك لا تري اسبابا لها وبالتالي منطقيا وحيث انك لا تعرف الأسباب فطعا لن تعرف الحل
اذا كنت تتغافل عن البعد الإقليمي والدولي في هذه الحرب وتعتقد أنها امتداد لحروب السودان تاريخيا فانك بلا شك قد ضللت الطريق
اذا كنت تري أن هذه الحرب صراع داخلي محض لا علاقة له بالصراع علي الموارد في العالم فإنك قطعا لا تقف علي المنصة الصحيحة وبحاجة لبوصلة حتي تضع أقدامك علي الطريق الصحيح
حال كونك تري أنه لا علاقة للحرب بالاستراتيجيات الدولية وسيناريوهات مراكز الأبحاث المرتبطة بأجهزة الاستخبارات العالمية ومشروع إعادة رسم خارطة دول المحيط من قبل لصوص العالم وتعتقد أن ذلك محض اوهام لغلاة اليساريين فبالتأكيد لن تستطيع إيقاف الحرب
حال قصر توصيفك للحرب علي أنها محض صراع علي السلطة بين جنرالين فحتما لن تستطيع إنتاج حل للأزمة
حال كونك تري أنه من الممكن أن تجد الديمقراطية تحت سراويل العذاري أو بين ثنايا لحي الشيوخ فهذا يعني انك مجرد “ضهبان” ومتوهم و”رايح ليك الدرب في المويه” و”شايلك حمار النوم” وليس في كامل وعيك
اذا كنت تتعامي عن ضلوع دول في المحيطين العربي والافريقي في الحرب وتري أن ذلك من اراجيف حكومة بورتسودان لتصدير ازماتها الداخلية للخارج فقطعا لن تستطيع انتاج مقاربة لحل الازمة
اذا كنت تعتقد أن هذه الحرب بقضها وقضيضها اشعلها ويمنع ايقافها حتف انف كل العالم حفنة أشرار بهدف العودة لسدة حكم فقدوه بثورة شعبية فانك إذن تناقض نفسك اذ جعلت ذلك سببا مما يتعارض مع وصفك لها بالعبثية وربما انك عجزت عن التوصيف الحقيقي فمن المؤكد لن تنجح في إيجاد علاج
اذا كنت ترفع شعار لا للحرب و العسكر للثكنات والجنجويد ينحل وفي ذات الوقت تسخر من الجيش الذي يحارب الجنجويد بل تدعو لحله ولا تقل ولا حتي اف للمليشيا دعك عن مطالبتها بإيقاف قصف البنية التحتية من مطارات ومحطات توليد الكهرباء وتصفية المواطنين العزل فإنك لا محالة مصاب بخطل في التفكير أن لم يكن العته والمخبول فاقد العقل لا بيتطيع إيجاد حل لمعضلة الجوع كغريزة دعك عن إنتاج فكرة لحل أزمة وطنية
أن كانت بعض القوي المدنية تسخر من مقاومة المواطن لنهب ممتلكاته وهتك عرضه كرد فعل فطري فهي وبلا شك أقل قامة من أن تعالج قضايا شائكة ومعقدة مثل قضية الحرب
أن بلغ بك السفه مبلغا جعلك تحاول أن تأصل “فقهيا” لاحتلال بيوت المواطنين باعتبار أنها غنيمة حرب فأنت غير مؤهل اخلاقيا للحديث عن إيقاف الحرب
اذا كنت تدعي الحياد وانك باحث عن السلام وانت تشارك في “اتخاذ القرار في مؤسسات الدعم السريع” فإن حيادك لا يعتد به وهو محض :قناع لتجميل وجه قاتل كالح” ومجرد”مخادع” ولست “محل ثقة” ولا في موضع من يبحث عن إيقاف الحرب.
أن كنت تستنكف علي الجماهير حتي الفرح بدحر وهزيمة جلادها فأنت لا محالة بحاجة لتعرف معني الحرب ابتداء
اذا شاهدك شعب بلادك في:الشاتام هاوس” تطالب بالتدخل الدولي وحظر طيران الجيش فلن ينظر إليك إلا كسلعة كاسدة في مزاد بيع الضمائر ولذلك لن تستطيع إيقاف الحرب
أن شاركت في مهرجان “العراة” الذي نظمته الاعلامية” ضحي” علي القناة التي تروج للحرب وبدأت كل سؤاتك للعيان محض مراوغ يجيد فقه التبرير فمن الطبيعي أن تفشل في دفع جهود ايقاف الحرب ولن يسعفك تاريخك النضالي ولا اعتناقك الفكر الثوري
أن انت ادنت قصف مصنع اليرموك في ٢٠١٢ أي في عز جبروت دولة الاسلاميين”اسياد الجلد والراس” وطالبت الجيش بكشف الحقائق حتي تتمكن جماهير الشعب من معاونته في صد العدوان ثم عدت الآن لوصف الجيش بانه جيش تختطفه فلول الحركة الإسلامية فإن الجماهير لا تجد تفسيرا منطقيا لهذا الموقف لذلك أن طرحت تشكيل جبهة مدنية لوقف الحرب فإن “جماهير شعبنا” لن تصدقك لذلك لن تستطيع المساهمة في ايقافها
السبب الاساسي في الفشل في إيقاف الحرب هو عدم التوصيف الحقيقي لها
هذه حرب متعددة الأطراف دوليا واقليميا يشعلها لصوص العالم ووكلاءهم المحليين ومن خلفهم كفلاءهم لا “حفنة اشرار” وان كانوا اذكياء
الأمر اعقد من ان تحيط به رؤيتك البائسة
(وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي)
“شوقى”
