ريتيرن نيوز /فندت منصة القدرات العسكرية السودانية المزاعم التي اثيرت حول رواية الجندي السوداني الذي يحمل قذائف كيميائية ويرتدي “قناع مخصص للحماية من الغازات السامة” .
والذي بنيت عليه اتهامات الجيش السوداني باستخدام الاسلحة الكيميائية
وقالت المنصة انها تتابع بإهتمام بالغ تصاعد حملة التضليل الإعلامي الأخيرة والتي روّجت لمزاعم إستخدام القوات المسلحة السودانية لأسلحة كيميائية بصورة دورية ونوهت الى ان بعض المزاعم التي وصفتها ب “الفاضحة” استندت إلى مقاطع مرئية يظهر فيها جندي سوداني يرتدي “خوذة دراجات نارية UV مزودة بنظارات ” ويحمل بندقية مزودة بالقاذف الصيني LG2 وقذائف 40mm BGJ2 التي تنتجها شركة Norinco الصينية .
واردفت وقد تم تداول هذه المزاعم عبر تقارير إعلامية ذات طابع موجه شملت “منظمات حقوقية” تم تداولها سابقا قبل “المزاعم” الأمريكية وتم إعادة تداولها بشكل لافت بعد البيان الصادر من الخارجية الأمريكية .
وقطعت بأن هذا التزامن بين الإعلام الموجّه والمواقف السياسية يدل على محاولة “محمومة” لتصميم سردية ملفقة تخدم أهدافًا دعائية وعقوبات مدفوعة بإعتبارات سياسية لا قانونية ولا مهنية ولا تعدو كونها مجرد “إستلحاق دعائي” .
واوضحت ان القاذف الصيني Norinco LG2 هو سلاح تقليدي خالص من عيار 40 ملم يُركّب تحت البندقية القياسية ويستخدم ذخائر منخفضة السرعة من نوع 40x46mm وتشمل قنابل شديدة الانفجار (HE)أو قنابل مضادة للدروع (HEAT) أو قنابل تدريبية وقنابل إنارة.
ونفت وجود أي نسخة معروفة من هذا السلاح أو ذخيرته تحتوي على مواد كيميائية أو تم تعديلها لغرض حمل هذه المواد فضلا عن انه لم يصدر أي تقرير أو بيان من الأمم المتحدة أو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) يدعم وجود أو تطوير هذا النوع من الاستخدام .
مما يؤكد ان الادعاء باستخدام هذا السلاح لإطلاق مواد كيميائية هو “محض خيال” تقني يعكس جهلًا فاضحًا بطبيعة هذه الأسلحة ويفتقر لأدنى أساس علمي أو واقعي ومجرد سرد “مضلل” .
واعتبرت أن إستخدام مثل هذا الإدعاء يكشف أيضًا عن إرتباك واضح لدى مطلقيه إذ لا يمكن لأي خبير عسكري أو فني محترف أن يقبل بهذا الربط الساذج بين قاذف تقليدي وذخيرة تدريبية وبين “سلاح كيميائي” محظور.
واشارت منصة القدرات العسكرية الى أنه في نفس المشهد المتداول ظهر الجندي السوداني يرتدي خوذة ونظارات تكتيكية من فئة UV وهي فئة مستخدمة مع الدراجات النارية يبلغ سعرها على مواقع “التجارة الإلكترونية ” 12$ دولار أمريكي, واوضحت ان هذا النوع من الخوذ مصنوع من مواد خفيفة مثل البلاستيك المقوى (TPU، PC، PE) البولي يوريثان الحراري وليست مضادة للتآكل والتفاعل مع الأسلحة الكيميائية وتستخدم للحماية من الغبار والحصى المتناثر والرياح إضافة إلى الأشعة فوق البنفسجية والضباب والصدمات بينما هذه الخوذة لا تحتوي على أي فلاتر لتنقية الهواء ولا أنظمة إحكام للعزل الهوائي ولا تصنع من مواد مقاومة “للتفاعلات الكيميائية” كما هو الحال في خوذ الحماية الكيميائية بل إن تصميمها مفتوح ولا يوفّر الحد الأدنى من الحماية ضد الغازات أو الأبخرة السامة وتوفر فقط لسائق الدراجة النارية حماية يمكن وصفها بالميكانيكية .
وذكرت وعليه فإن أي محاولة لإدعاء أن هذا الجندي يرتدي معدات حماية من الأسلحة الكيميائية تُعد تزييفًا فجًّا للواقع وتُسقط الحجة من أساسها كما إن توظيف هذه الصورة لإثبات تنفيذ هجوم كيميائي يُظهر مدى التهافت والركاكة في إعداد هذه السردية الملفقة التي لا تصمد أمام أبسط معايير التقييم المهني والربط بينها وبين إستخدام سلاح كيميائي هو نوع من البؤس التحليلي والفقر الأخلاقي في سرديات خصوم “الدولة السودانية”.
ورأت منصة القدرات العسكرية السودانية أن هذا الصمت الإنتقائي مقابل التضخيم الإعلامي لصورة خوذة مدنية وقاذف تدريبي يعكس حالة من الهشاشة التحليلية والازدواجية السياسية والفقر المعرفي .
وأكدت منصة القدرات العسكرية السودانية أن
القاذف LG2 وقذائف BGJ2 هما سلاحان تقليديان لا يحملان أي خاصية أو قدرة على الإستخدام الكيميائي.
و الخوذة الظاهرة UV في المشهد لا توفّر أدنى مستويات الحماية من الغازات أو المواد السامة.
ونوهت الى ان الروايات الإعلامية التي تستند إلى لقطات سطحية وتحليلات غير متخصصة لا ترقى حتى إلى مستوى مزاعم فنية بل تمثّل تضليلًا إعلاميًا ساذجا سيقابل برد قوي.
