✍️ لـواء رُكن ( م) د. يونس محمود محمد
في حديثهِ لصحيفة الشروق المصرية الأحد ٢٧ يوليو الجاري أفاض وزيرُ خارجية مصر ، أفاض الحديث عن إجتماع الرباعية أو السداسية بالأحرى بعد إلتحاق بريطانيا ( *حاملة قلم السودان*) وقطر، الإجتماع المزمع عقده يوم غدٍ الثلاثاء ٢٩ يوليو بواشنطن والمخصّص لإيجاد حلٍّ للأزمة السودانية وإيقاف القتال وإحلال السلام وتسويةُ الخلاف ووضعُ خارطةُ طريقٍ للخروجِ من المتاهة، وكُل هذا ( *الحكي* ) والحنك الذي لا ينطلي على أحد، والأساليب البالية المُعتادة للتدثّر والتغطية على محتوى اللقاء وأجندته المُعدّة، ومخرجاته المقرّرة سلفًا حتى من قبل وصول الوفود المستوفدة لأخذ الصورة والبصم على المؤامرة وإعطائها النكهة العربية حتى تكون مستساقةَ المذاق للمريض السوداني، وكذلك تجدُ طريقها لأسواق الرأي العام العربيّ والعالمي لإبعاد ظلال الشّك الذي يعتور الخاطر الوطني كلّما برز إسم أمريكا في شأنٍ يخصُّ السودان.تفضّل سيادته وإستبق اللقاء بضرورة وقف القتال بين الطرفين بوصفه الحرب بالعبثية التي لا طائلَ من ورائها كأنها ( *لعب عيال* ) وقرّر أنَّ أيّ طرف لن يستطيع حسم الحرب لصالحه.هذا مُلخّص ما أدلى به وزير الخارجية المصرية لصحيفة الشروق، وواضحٌ أنها رسالة موجّهة عبر الصحيفة، وليست مجرّد حوار سعت إليه صحيفة الشروق ضمن أنشطتها التحريرية.السودان حكومةً وشعبًا يشكُر لمصر وقفتها ودعمها وإستقبالها لملايين المهاجرين إليها أو عبرها من جحيم الحرب، وأنها وسّعت لهم وأفسحت قدر طاقتها ولكن التعاضد الحقّ هو إلتزام إرادة الشعب، وتبنّي ودعم موقف الحكومة السودانية الراعية لمصلحة الوطن في ظلّ ظروف الزلزلة هذه حتى يكتمل الجميل ويطوّق عُنق السودان بالمعروف، ولكن كلام سعادة الوزير مضى بعيدًا جدًا عن مظآن السودان لأنه تلقّف ذات موقف الدول ( *العدوة* ) الإمارات العربية تحديدًا، وأمريكا حدّث ولا حرج والحضور الصهيونيّ المؤثّر في كلا الدولتين. السودان صنّف الإمارات ( *دولة معادية* ) أي في حال إرتكاب عدوان مستمر للآن، ويرفضُ من حيثُ المبدأ والمنطق أن تكون طرفًا في أيّ حوار ينتجُ خيرًا للبلد الذي مارست فيه جرائم حرب، بتدخّلها المباشر في الصراع حضوريًا، والشواهد أكثر من أن تُحصى وتُعد، فكيف يستقيم لمن يدعّي أنّه مع مصلحة السودان التي يحدّدها شعبه وسُلطته الشرعية، ثُم يوالي الأعداء ليضع معهم حلًّا للحرب ( *العبثية* ) كما وصفها، ولعلّه نسيَ أنّها حربٌ وجودية بالنسبة للسودان وأهله وموروثاته في الدين والثقافة والهوية والسيادة والمستقبل، الأمر الذي دفع الشعب لنفرة حرب الكرامة وإسناد جيشه حتى هزم أصل المشروع الإماراتي الصهيوني الجنجويدي العلماني العميل، وأخرج الأعداء من سبع ولايات هُن قلب السودان النابض، والآن تجري عمليات مطاردة وملاحقة لهم في بقية ولايات الغرب مما يؤكّد بالبيان بالعمل أنَّ الحسم العسكري قد تمّ جُلّه وبقى الأقل وهو قيدُ التنفيذ بحول الله.نعم هذا هو الموقف بحيثياته على الأرض، الجيش إنتصر على المؤامرة وأفشل أهدافها تمامًا، وما يجري من تراتيب وإعلانات سياسية بتكوين حكومة إفتراضية ووهم يعتاشون عليه كوهم مدمني المخدرات هو محاولات ترقيع الفتوق المتسعة يومًا بعد يوم، وتبدو الأيدي الخبيثة من وراء الستار وهي تنسجُ هذه الخيوط الواهية في خواتيم الصراع حتى تجد لها موطئًا في المشهد السياسي لأن توافق إعلان حكومة الوهم هذه مع تاريخ إنعقاد المؤتمر ليس صُدفةً ( *جميلة* ) فقط وحظّ وتوفيق، وإنما هي مراحل منظومة تُنفّذ على أرض الواقع، حتى إذا إستوت وفود الرباعية ام السداسية لا يهُم، يكون أمامهم كيانان للسلطة في البلد الضحيّة كيان شرعي صنعته إرادة الشعب الواحد ودفعت فيه مهرًا من الدماء وعهدًا من الصبر والمعاناة، وكيان مرائي سراب، وظلالُ دخان، وصوت خيانة وخُبث طوية، دامي الأيدي، حقودٌ حسود، موسومٌ بالغدر والعدوانية والجهل، ليس فيه من سمات السودان ملمح، ولا من تاريخه مآثر، ولا من مجتمعه قيمة، ولا مستقبله فسحة، هو محضُّ قتلٍ وسلبٍ وإغتصاب وتهجير وإذلال وإسراف في كُل قبيح .فيكف يستويان مقامًا يا سعادة الوزير؟ وكيف لعاقلٍ يطلبُ مزج الدم والعطر، والعذب والأُجاج، والطيّب والخبيث، والحلال والحرام، كيف ؟؟أخشى أن تعود الدول العربية المشاركة بالأوزار على ظهر وفودها، ومقدمًا لن يكون مما تجمعون عليه وتتآمرون من باب الإئتمار،لن يكون له مقامًا في أرضِ السودان السمراء التي تمورُ الآن بالرجال والمتحرّكات والإرادة الحُرّة بأنَّ حسم الجنجويد هو ( *الغاية الوطنية* ) ولا حيدة عنها مهما بلغت التحديّات، فحُريّة الشعب وسيادة الوطن ليست شأنًا تناقشه أمريكا وبعض الكومبارس تحت إغراء المال الإماراتي الخبيث الذي لوّث كل من إقترب منه، حتى على مستوى رؤساء دول، وموظّفون كبار، وقُضاة، ورؤساء وفود وغيرهم.شعب السودان يربأ بمصر أن تعمّق جراحات شعبه بدسّ الملح الإماراتي فيها،لأنَّ إعادة الجنجويد للمشهد السياسي هي أقسى عليه من مجازر الهلالية وود النورة ورُفاعة، وأشدُّ وطأةً من سجون سوبا، وغُرف البدرومات المُغلقة حتى الموت، وأبشع من مشاهد الإغتصابات المصوّرة للذئاب وهي تنهشُ لحم الحرائر وهُنَّ يشكونَ الهوان تحتهم، وأوجع من سياط الجنجويد على ظهور الرجال حتى صدمة الألم وفُقدان التوازن، واسوأ من الدمار الذي طال كُل بيتٍ وكُل مرفق ومدينة، وانكأ من ويلات الإخراج القسريّ من البيوت إلى متاهات الفيافي، وذُل الفقر و الإغتراب.نعم لن يعود الجنجويد للمشهد السياسي والاجتماعي في السودان حتى يعود اللبن السائغ فرثًا ودمًا من جديد، لن يلجوا للحياة المتشاركة حتى يلجُ الجمل في سم الخياط.فهل فهمت يا سعادة وزير خارجية مصر ( *أُخت بلادي* ) فبلّغ عنّا هذه الرسالة :• العدوان الأمريكي مستمر عبر وجوه متعددة.• الإمارات ذراع الصهيونية لتدمير الإسلام وقهر الشعوب.• لا تفاوض مع الجنجويد.• لا تسامح، لا نسيان لجرائم الجنحويد.• *الرهيفة تنقد*• *بَـلْ بَــسْ*