تقرير عثمان الطاهر
دون أي مقدمات تفاجأ الجميع بظهور قائد قوات الدعم السريع المتمردة محمد حمدان دقلو حميدتي في فيديو مخاطباً جنوده ومتحسراً علي المناطق التي تم إخراجهم منها ومتوعداً بالعودة لها مجدداً، ولوح حميدتي بإجتياح الاقليم الشمالي وتعهد بتأمين الحدود ومحاربة كافة الظواهر الإجرامية بالمناطق المتاخمة للحدود،و قال أنهم ليسوا ضد أي دولة” و أن الجيش والكيزان حاولوا تشويه صورة قوات الدعم السريع أمام دول مجاورة أخرى منها جنوب السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى وأكد بأن قواته تحترم جميع دول الجوار وتتعاون معها، وبالمقابل لايزال النزاع قائم حول إقليم دارفور من خلال تمسكهم باسقاط مدينة الفاشر التي تشكل نقطة استراتيجية هامة من ناحية عسكرية ومن نواحي لوجستية ،ويرى مراقبون أن حرص المليشيا على إسقاط الفاشر لرغبتها في تكوين دولتهم ودللوا على ذلك بشروعها في تشكيل حكومة موازية ممايعزز فرضية تقسيم السودان من خلال انشائها رغم فشل المليشيا في فرض السيناريو الليبي في السودان في وقت تسري فيه مخاوف أن يستغل قائد مليشيا الدعم السريع سيطرته على المثلث والتهديد بالعمل على فصل إقليم دارفور بعد فشله في إستخدام سلاح المسيرات الذي يتطلب دعماً كبيراً. وبعد شهور من تحرير العاصمة الخرطوم من قبضة قوات الدعم السريع على يد القوات المسلحة عقب معارك ساخنة اخرها كانت بمنطقة الصالحة، مماتسبب في كثير من الجدل حول مرضه وشائعات وفاتها التي غذتها الصور المهزوزة لظهوره ظهر حميدتي بفيديو بمناطق الصحراء رجحت عدد من المواقع انها من الجنينة أو من الكفرة بلبيا حيث كان يكتفي بتسجيلات صوتية فقط ووجد ظهوره تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الإجتماعي بطريقة ساخرة تستنكر غيابه طوال هذا الوقت ، و بعث حميدتي رسائل عدة ابرزها رسائل تطمينية لدول الجوار خاصة مصر التي ظل يناصبها العداء ويتهمها بأنها تدعم الجيش وتركت مطالبته حل خلافاته مع مصر بالحوار استفاهمات عديدة وتأتي هذه التصريحات بعد سيطرة قواته على المثلث ورغم أنه اكد أن الهدف من ذلك تأمين الحدود باقليم دارفورالا أن حميدتي عاد ليؤكد اعتزامهم دخول الشمالية وتعهد لاهلها بأنه لن يجلب معه شفشافة رغم الصراعات والحروب التي عانت منها دارفور لسنوات ، لكن العديد من المراقبين يؤكدون ان اقليم دارفور وكل أراضي البلاد جزء لا يتجزأ ولايمكن السماح بتقسيم البلاد وفق أهواء شخصية أو اغراض سياسية بغيضة. أصحاب المصلحة واستبعد كثير من المراقبين أن تكون تصريحات قائد قوات الدعم السريع فيما يتعلق بتأمين الحدود من أجل اعلان تشكيل دولته الجديدة في دارفور وجزم المراقبون أن ذلك لا يعدو كونها تصريحات في إطار سياسي فقط، فدارفور مساحتها بقدر مساحة دولة فرنسا إلا قليلا، فمن الصعب تأمينها وخاصة وأن هذه الأرض حواكير ملك حر لقبائل تناصبمما يؤكد عدم مقدرة حميدتي على الانفراد بشتكيل دولة في دارفور لافتقاده الحاضنة الإجتماعية والشعبية خاصة بعد ارتكاب قواته جرائم حرب ضد السكان الاصلاء والشاهد على ذلك المجازر ضد قبيلة المساليت.بالونات دعائية واكد القيادي بالعدل والمساواة حامد حجر في حديثه ل(ريتيرن نيوز)، وأشار إلى أن إنفصال دارفور مشروع لم ولن يتفق عليها أصحاب المصلحة من الدارفوريين ناهيك عن موافقة الحكومة السودانية في حال افترضنا اجراء إستفتاء لتقرير المصير، كتلك المنصوص عليها في قوانين الأمم المتحدة، وحول توقيت تصريحات حميدتي يرى انها جاءت في ظرف مني فيها التمرد بالهزائم وخرجت قوات الدعم السريع مكرهة من الخرطوم والصالحة أي من العاصمة جميعها ، ومنيت بخسائر فادحة في الأرواح وسط جنودها في الخوي وبابنوسة و الفاشر، وتابع قائلاً :”إذن التوقيت لإطلاق بالونات دعائية تحاول فيها رفع الروح المعنوية لجنودها وبعض من الإدارات الأهلية في حواضن المليشيا” .إقليم مضطرب وبالمقابل يؤكد المحلل السياسي هيثم محمود ان ظهور حميدتي يحمل دلالات عدة لاسيما وانه ظهر مرتين فقط الأولى في بدايات الحرب امام القصر الجمهوري، والثانية كانت خلال اليوميين الماضيين فيه عدد من الرسائل هي انه اختفى ولم يظهر سوى يوم التمرد ومن بعدها اختفى وكان يظهر عبر الذكاء الاصطناعي وتسجيلات الفيديو، وكان يطالب قادة القوات المسلحة بالتسليم، وأكد محمود في حديثه ل(ريتيرن نيوز) ان عبد الرحيم دقلو شقيق حميدتي برز كقائد غير حكيم من خلال تهديد جنوده بالقتل خاصة الذين ينسحبون من المعارك واتخاذ قرارت غير حكيمة،وأشار إلى أنه نجا من الموت باعجوبة قبل أيام ولاذ بالفرار إلى جهة غير معلومة بسبب إستشعاره للخطر، لذلك لابد من ظهور حميدتي مجدداً ليظهر كقائد قوى لذلك جمعت له القوات المنسحبة من مختلف المحاور وذكر ان ظهور حميدتي يهدف ليظهر قوته وان الرجل موجود على الرغم من ان نشر الفيديو تم بعد ثلاثة أيام من تصويره وأن حميدتي يرغب في تأكيد انه حي بعد طغيان شائعات بأنه قتل ويعاني من مرضاو اعاقة اجبرته على الهروب من أرض المعركة، وقلل من سيطرة المليشيا على المثلث وجزم بأن ذلك لايعني أنها تملك زمام الأمر برمته واستبعد محمود امكانية انضمام الحركات المسلحة للمليشيا بسبب ان المليشيا تتعامل مع الحركات المسلحة بإزدراء وتتعامل معها بعنصرية وتصفهم بغير السودانيين فضلا عن انعدام الثقة بينهم،بجانب المكاسب والامتيازات السياسية التي أقرها اتفاق سلام جوبا وستفقدها قوى الكفاح المسلح وقطع بأن ما اثير بشأن انضمام الحركات المسلحة للدعم السريع محض شائعات، وارجع فشل حميدتي في فصل إقليم دارفور لعدة أسباب لان معظم مكونات دارفور وصلت لقناعة راسخة أن بقاء الدولة الواحدة يعني بقاء الإقليم، بجانب ان إنشاء اقليم منفصل يعني تكوين إقليم مضطرب ومتحارب بسبب الحروب بين المكونات الاجتماعية المختلفة المتواجدة بالاقليم وبين بطون القبائل فيما بينها ومابين المليشيا التي ترى ان الحركات المسلحة اذاقتها سوء العذاب ودلل على ذلك باستبسال الحركات للحيلولة دون سقوط الفاشر رغم ان المليشيا دفعت أموال طائلة للسيطرة عليها ، واكد على مقدرة القوات المسلحة على استعادة السيطرة على المثلث بعد ترتيبات محددة، باعتبار أن الإنسحاب أمر معلوم في النواحي العسكرية.