لواء ركن م د يونس محمود محمد
إقتضت سُنن الله تعالى التدافع بين الناس حتى لا يعُم الشر وتنهدم محاريب العبادة الحقّة.
والتدافع هو التعبئة والإستعداد لصدّ العدوان، وهو تكليف جامع لا يستثني أحدًا اللهم إلّا ذوي الأعذار، ويسعُ الإنفاق في هذا المجال كُل شيء ، النفس ، والمال ، والدعوة ، والتحريض ، والكفالة ، حتى بري السهام فيه أجر.
الواقع السوداني الجديد بعد حرب الصهيوإماراتية بأيدي الجنجويد والقحاطة والمرتزقة، هو واقعٌ يلزمه ( فكٌّ وتركيب ) التراتيبية الأمنية للدولة : الجيش ، الأمن والشرطة، خاصّةً مع وجود فوائض من التنظيمات والحركات المسلّحة، وعصابات نهب، وصعوبة الضبط والسيطرة على كل ذلك الهامش المسلّح خارج سُلطة القانون وبعضها على حرفٍ إن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة إنقلب على وجهه.
صحيح قبل هذا ( الوضع الطارئ ) كانت الدولة تنوبُ عن كافّة المواطنين بقضايا أمنهم وسلامتهم، وذلك من خلال منظّمات متلازمة، الجيش يحرسُ الحدود، والأمن يراقبُ الأحداث، والشرطة تمنع الجريمة ، فضلًا عن القضاء، والنيابة، والسجون ، فقط مقابل أن يُساهم المواطن بدفع الضريبة والرسوم، وهكذا تتعاقد المجتمعات الإنسانية كلّها قديمها وحديثها عدا ( الأناركية ) المبنية على فلسفة الفوضى، ومن عجب كانت لافتات القحّاطة أيام الفوضى التي قتلت السودان كان بعضهم يرفع لافتات الأناركية موسومة بخطّ أحمر قبيح.
إذا الأمر لم يعُد كذلك، أن ينام الناس في بيوتهم خلوا من هموم الأمن؛ لأن الحرب قد فرضت واقعًا جديدًا ، وتهديدًا وجوديًا، ليس في شكل الحُكم وتوجّهات الدولة فقط، بل في أصل وجودها على الأرض، وليست مهدّدة في شأنها القانوني وشرعيتها بل المجتمع كلّه تحت النار ، والتشريد ، والنهب ، والإغتصاب ، والإذلال.
فهل يُعقل أن يظلّ المجتمع نازفًا ببنادق الجنجويد الإماراتية الصهيونية وينتظر دوره في الخلاص على أيدي الجيش الوطني ؟؟؟
بالتأكيد الإجابة ( لا وربك ) لا النافية مع القسم لإفادة القطع الجازم للأمر.
من هُنا دخلت المقاومة الشعبية إلى الميدان وعليها من عصائب الحقّ علامات، جحافلٌ تزحف بالليل والخُطى والحصى،
تضيء نار غضبها جلابيب الدُجى كأنّ الشمس طالعة من ذا أو كأنّ الشمس لم تغب، كما قال البحتري في وصف عمورية التي سطّرها المعتصم إجابةً لنداء إمرأة إستغاثت به ( واااا معتصماااه ).
فكم إمرأة سودانية حُرّة إنتهك حرمتها جنجويد حميدتي وهي تنادي جيشها ، وشعبها ، وأهل عزوتها ، وأولاد عمها؟؟ كم ؟؟ كم ؟؟
ولقد علم الناس جميعهم ( عدا القحّاطة ) أنَّ الجيش لم يقصّر في أداء واجبه، ولكن المواجهة أصبحت أكبر من طاقته في التغطية لكل المواجهات في وقتٍ واحد.
ولذلك أصبح أمر المقاومة الشعبية تكليفًا من الله تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ) وتشريعًا من رسوله صلى الله عليه وسلم ( من مات دون ماله فهو شهيد )
ومقتضى الحال يفرض الإستنفار التّام لكل جموع الشعب حتى لا تتكرّر الجرائم التي أُرتكبت في المُدن والولايات المُستباحة، وحتى يسند ظهر الجيش، ويتوفّر له رافد بشري ( لا مقطوع ولا ممنوع ) وهو حقٌّ خالص لله والوطن، شبابٌ كلّما أُستشهد منهم أحد أرسلوا للمنايا حديثًا يُرضيها، فكلما إشتقت لذي البشائر ، شرّفي ،
تجديننا مثلًا في الناس سائر ،،،،
نقهرُ الموت حياة ومصائر .
نعم إنَّ أمر المقاومة الشعبية لأمرٌ عجيب، راياتٌ تتوالى عليها الأجيال، فتلك هي رايةُ عِزّ الدين القسّام المجاهد السوري الذي إبتدر المقاومة الفلسطينية منذُ العام ١٩٣٥م ضد الإنجليز والمستوطنين، وما يزال صدى إسمه وثورته يتردّد، وها هُم شباب الجيل الثالث للقسّام يُجبرون أخوان القردة والخنازير، يُجبرونهم على الهروب، وركوب البحر من جديد إلى حيثُ جاؤوا من مجاهيل أوروبا.
وكذلك فعل الجيش ومعه المقاومة الشعبية، ردّوا غوائل المستوطنين الجنجويد الذين كانت نواياهم هي ذات نوايا اليهود ( الإستيطان ) وقتل السُكّان الأصليين وطردهم وزرع الخوف في نفوسهم بتعمّد البطش، وإظهار القسوة والتعذيب الوحشي ، وكُلّها مشتركات بين اليهود والجنجويد، مع توفّر عوامل الخيانة فقد ساعد بعض العرب، ساعدوا اليهود، وهُنا ساعد اليساريون القحّاطة الجنجويد.
هذا التشابه ليس صدفة ولكنّه تخطيط شيطانيّ يقوم به مردة الإنس في المنطقة والإقليم.
المقاومة الشعبية هي ضامنة بقاء الأرض والشعب بعد الله سبحانه وتعالى.
نصرَ الله كُل وجهٍ تولّى قبلة المقاومة الشعبية
وبذل فيها ما تيسّر عنده.
والله أكبر
والعزة للسودان
بَـل بَـس