بقلم : مجدي عبد القيوم (كنب)
في شأن القضية الوطنية يبدو لي أن الحرب التي يشنها علي بلادنا لصوص العالم ووكلاءهم المحليين كشفت عورة جل الساسة الملتزمين حزبيا وبينت أن الفكرة ايا كانت عند هؤلاء مقدمة علي الوطن وبالتالي فإن الولاء هنا للحزب ويأتي الوطن في المرتبة الثانية. هذا يفسر ظاهرة الاصطفاف المعلن أو الخفي ضد الدولة ككيان سواء بدعم مليشيا الدعم السريع أو الاختباء خلف لافتة الحياد بزعم إيقاف الحرب هذا الالتباس الفكري بسبب أن تصور هؤلاء للدولة الوطن يرتبط وثيقا بشكل السلطة القائمة أو النظام الحاكم وبالتالي فإن الدولة التي لا تتسق ورؤاهم الفكرية غير جديرة بالولاء ولا ينبغي اعتبارها وطنا يجب الدفاع عنه والزود عن حياضه. الشاهد أن جل الذين يرفعون شعار الثورة من الملتزمين حزبيا أو المؤطرين فكريا وتنظيميا وقفوا من هذه الحرب موقفا يتسم بالضبابية عند البعض في احسن الاحوال وتدثر البعض بغطاء الحياد وهم في حقيقة الأمر ابعد ما يكونوا عن الحياد المزعوم لانه من المعلوم أن الفقه السياسي في تعريفه للمفهوم العام للدولة لم يشترط نوع أو نموذج السلطة أو النظام الحاكم كاحد محددات تعريف الدولة. مدعو الحياد يبررون موقفهم بمزاعم أن الحرب أشعل فتيلها الاسلاميون وأنها محض صراع علي الثروة والسلطة بين فريقين منهم وهم بذلك انما يبتغون التصالح مع الذات الذي يقيهم وخز الضمير الوطني. ولعلك لو وجدت العذر لاغلب هؤلاء لن تجد مثله لغلاة اليساريين سيما أصحاب منهج الجدل الذين يدركون جيدا أن هذه الحرب لا تخرج عن سياق الحروب بالوكالة ولا عن السيناريو الذي يجري تنفيذه في المنطقة وصلاته بصراع الموارد في العالم. الذي يؤكد صدقية ما ذهبنا إليه ان هؤلاء ينطلقون من منصة الموقف من الإسلاميين وتصورهم للدولة وبالتالي فهم انما يقدمون الفكرة على الولاء للوطن. الفكرة في جذرها تهدف لخدمة شعب أو مواطني الدولة والأحزاب انما هي محض حوامل أو آليات لتنفيذ هذه الفكرة وبالتالي فالاساس هو الوطن كيفما كان
.