✍️ لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد
غدًا في العاصمة الأمريكية واشنطن تنعقدُ حلقةٌ جديدة من حلقات ( التآمر ) في حفل تنكري يلبس فيه المجتمعون وجه المسيح ، يبحثون عن ضالْة السلام في السودان.
المجتمعون هم الإمارات العربية خصم السودان اللدود، وراعية الجنجويد، ومموّلة الحرب.
السعودية التي ما تزال في جيبها رصاصة الجنجويد المتواجدين على أرضها بالآلاف يتقاضون الرواتب، ويلحقون بميدان القتال عبر رحلات إلى أثيوبيا وجنوب السودان وتشاد.
مصر الواقعة تحت الضغط المالي الإماراتي والنفوذ الصهيوني الباحثة عن الرضى الأمريكي بأي ثمن.
أمريكا المنافقة ما بين غزّة والفاشر، الدابة الذلول للإيباك اليهودي ومراكز المال والتأثير لخدمة المشروع الصهيوني برغم أنف الشعب الأمريكي.
هؤلاء الأربعة لم يكلفهم السودان عبئ الوساطة ولم يُرسل لهم سرًا ولا علنًا بأنّه يحتاج ليصمّموا له مشروع ( سلام مع الجنجويد والقحّاطة )
وهم بدورهم لم يستأذنوا السودان أن يدخلوا عليه في عوراته الزمنية، قبل فجر نصره المُطل، وعند ظهيرته في ظلّ الإنتظار، وبعد عشائه وإستغراقه في شدّ سهام الدعاء، بل لم يستأنسوا برأيه حتى ليعقدوا ( قِران سلامه ) على جنجويدي قبيح المنظر سيء المخبر، صاحب سوء وطوية حقد، نتن الأنفاس، أو قحّاطي أملس الجلد، باهت السمات، مطموس الهوية ( ديوث ) .
نعم إنّه مشروع مؤامرة ومقامرة بحق السودان، ولا لاعقة له برعاية مصالح الشعب، واللهفة على مواجعه.
وقد سبقت محاولات كان السودان فيها طرفًا، وفشلت تمامًا، مثل إتفاق جدّة عام ٢٠٢٣م وملحق المنامة، فضلًا عن مؤامرة جنيف التي عفى السودان عنها.
لا يحتاج المرء لكثير عناء حتى يلج لحقيقة هذا التحرك الإماراتي، بعدما إنهار سقف المشروع على رأسها، وخسر جنجويدها العاصمة، وولايات الوسط، وطاردتهم القوّات المسلّحة، والمشتركة، والأمن والبراؤون، والدرّاعة، طاردوهم حتى بيوت أمهاتهم هناك في فُرقان كردفان النائية، وتتقدّم إليهم المتحركات إلى حيثُ هُم، وتعافت العاصمة، وعادت الحياة، والحيوية، ووصلها بالأمس رئيس الوزراء وتتكامل الترتيبات لإنتقال كامل السُلطة للخرطوم، هذا الأمر يُزعج الإمارات، والصهاينة، لأنَّ ما أنفقوه كثيرٌ جدًا وطائل، وما خطّطوا له خطيرٌ جدًا أوشك أن يُطيح بالوطن وأهله من خرائط الوجود، ولذلك أغروا، أو أجبروا الشُركاء ( السعودية ، ومصر ) ان يرافقوهم في تتمة المشوار ، حتى يتأهلوا بهم ويستكثروا جمعهم ، ويكبروا ( كومهم ) سواءً علمت السعودية ومصر ذلك أم لم تعلمان فهذا الأمر خارج على الأصول والأعراف الدبلوماسية المراعاة في التوسّط، فكيف بهما تقبلان بالإمارات وقد ميّزها السودان الدولة المعنية بالموضوع، عينها خصمًا، وعدوًّا محاربًا، ومموّلًا بالسلاح وراعيًا للمليشيا، واوصل الأمر حتى محكمة العدل الدولية؟
فهي بالضرورة ليست أمينة على مصالح السودان وشعبه، بل العكس تمامًا،
ثاني الأعراف أن تكون الدولة الموضوع على علمٍ وتمّ إستئذانها والإستئناس برأيها، وكُل هذا لم يتم إستهانةً به وتقليلًا من شأنه، كأنَّه لا يستطيع أن يملّ قراره، فنصّبوا أنفسهم أولياء له يملون عنه قضيته وبلا عدل، فأيّ حيف هذا الذي تتعمده السعودية ومصر وهُما في ظن أهل السودان من الأخيار.
لماذا تتجشمان عناء حمل أوزار الإمارات وتساعدانها على إبراء ذمّة القتلة والمغتصبين، الذين إستأجرتهم لينتهكوا حرمات أهل السودان؟
لماذا تجاريناها وهي وكيلة الصهيونية الحصرية في المنطقة كلها ؟
وهي تسعى لإعادة الجنجويد والقحاطة ( المتواجدين الآن في بيتها ) تسعى لإعادتهم لمشهد الحُكم والسياسة في السودان لتحقيق مصالحها على حساب الدم السوداني ؟
هذه العُصبة الرباعية التي ستجتمع يوم الأحد ٢٠ يوليو لتقرّر صِيغ السلام، وترتيب المُعادلة السياسية، وإعادة ( التموضع ) للجنجويد، وتوجيه بوصلة الإتجاه لمستقبل وطن بحجم وتاريخ السودان، تحدّده الإمارات ، ومن أغرته بكشف ( ساق ) مالها أو غرّرت به بشكل من الأشكال.
أما أمريكا فهي دولةٌ بلا مصداقية ولا شرف، لها تاريخ أسود في معاداة السودان منذ إعلانه قوانين الشريعة عام ١٩٨٣م
وحاصرت وحرّضت وضربت، وكلّه لم يُخضع هذا البلد الأبي.
البرهان الذي طالما برز للناس في المجامع، وأكّد لهم ( ألّا تفاوض ) مع الجنجويد والقحّاطة، أيام المسغبة والحرب والحصار في قلب السودان، بالتأكيد لن يذهب للتفاوض وهو المتوّج بالإنتصارات وتأييد الشعب كله ( عدا أولئك المطاميس )
وبالتأكيد هو يعلم دخيلة جماعة الرباعية، وأنَّها تسعى لتحقيق مصالحها ( هي ) ولو بالخصم من سيادة السودان،
والبرهان ينظر بعين المخابرات ما وراء الأقنعة، ويتبسّم بسُخرية على هذا النفاق، ويعلم تمامًا أنّه لن يصافح يد الجنجويدي المجرم المعتوه ( حميدتي ) إلّا في حال نزع يده تمامًا من عهد ووعد أهل السودان، وشهداء معركة الكرامة كلهم بمقاماتهم السامية، جنرالاته الخُلص الأوفياء
وضبّاطه الشجعان، وصفّه وجنوده الذين إفتدوه في ساعة العسرة، ومعيّته من شباب المجاهدين، الذين إستنفرهم فنفروا سراعًا، وجاهدوا في الله والوطن حقّ المجاهدة.
ويقيننا أنَّه لن يفعل، ولا يليقُ به أن يفعل، وبذلك يبور الكيد الإماراتي الأمريكي الصهيوني، كما بار من قبل في مواجهة الشعوب في فيتنام، وأفغانستان، سواءً بالحرب أو بالحيل الدبلوماسية والتدخّل في شؤون السيادة الوطنية.
وسترى الرباعية خسران مسعى الإمارات العربية وستندم على مرافقتها مشوار الخيانة.
لا تسامح مع الجنجويد.
لا تفاوض مع القحاطة.
لا تفريط ولا مجاملة في السيادة الوطنية.ء
لاحت بشارات النصر.
بـَلْ بـسْ