أحمدعثمان جبريل يكتب:رفض دافوس لـ”جبريل “.. عزل السودان سياسيا بثمن اقتصادي باهظ ….نقلا عن شبكة رصد السودان

في خطوة غير مسبوقة منذ تأسيسه عام 1971، رفض المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) استقبال وزير المالية السوداني د. جبريل إبراهيم، وذلك استنادًا إلى القرار التنفيذي الأمريكي رقم (14098) الذي يصنفه كشخصية متورطة في ممارسات تهدد السلام والاستقرار في السودان.

القرار – الذي نقلته الباحثة مارغريت غراهام بوصفه أول إجراء من نوعه في تاريخ المنتدى ضد وزير مالية – لا يعبّر فقط عن موقف سياسي حاد تجاه الحكومة السودانية، بل يكشف أيضًا عن عمق الهوة التي باتت تفصل السودان عن النظام الاقتصادي والسياسي العالمي.

لكن هذا الحدث لا يجب النظر إليه بمعزل عن السياق الأوسع، إذ أن ما خسره السودان في هذه اللحظة يتجاوز رفض تأشيرة أو مقعد في مؤتمر؛ إنها خسارة لحضور سياسي واقتصادي في أهم منصة لصنع القرار الاقتصادي العالمي.

الواقع ان منتدى دافوس، أكثر من مؤتمر،
وليس مجرد ملتقى للنقاشات الاقتصادية الرفيعة، بل هو مساحة للتأثير والتفاوض والشراكة. في أروقته، تُنسج التحالفات، وتُبرم الصفقات، وتُطرح الرؤى الجديدة لعالم ما بعد العولمة، من الطاقة إلى الذكاء الصناعي، ومن الغذاء إلى التمويل الأخضر..أنه خارطة نفوذ

لذا فإن الحضور في دافوس ليس ترفًا دبلوماسيًا، بل ضرورة استراتيجية، خصوصًا للدول النامية التي تسعى إلى إعادة تموضع نفسها في النظام العالمي. وحين تُحرم دولة مثل السودان من هذا الحضور، فإنها تُقصى فعليًا من دوائر التأثير، وتُقدَّم على أنها طرف خارج “النظام الدولي للثقة”، عاجز عن جذب الاستثمارات أو ضمان استقرار السياسات.

يقول خبراء اقتصاديون، إن الفرص في ذلك المنتدى الاقتصادي المهم لا تأتي إلا بالوجود،
ففي عالم السياسة الدولية، الفرص لا تُرسل بالبريد، بل هي تُلتقط في اللحظة، ويُفاوض عليها من يعرف متى وأين وكيف يظهر.

لقد استطاعت دول مثل رواندا وإثيوبيا أن تستثمر وجودها في دافوس لإعادة صياغة صورتها أمام العالم، رغم أنهما كانتا تعانيان من إرث ثقيل من النزاعات والفقر.

أما رواندا، التي خرجت من جراح الإبادة الجماعية، فقد قدّمت نفسها في دافوس كـ”نموذج للتنمية المستدامة” واستطاعت جذب شركات عملاقة، واستضافة المنتدى الإقليمي في كيغالي عام 2016.

إثيوبيا، في فترات استقرارها النسبي، استخدمت المنصة لعرض برامج إصلاحها الاقتصادي، والبحث عن تمويل لمشاريع البنية التحتية والطاقة.

وفي المقابل، السودان – الغني بالموارد، المتنوع بالإمكانات، الجغرافيًا المحوري – لا يزال غائبًا عن الطاولة الدولية، ليس فقط بسبب الحرب، بل بسبب غياب استراتيجية تواصل دولي فعّالة.. فطيلة الفترة التي قضاها(الفكي جبرين)
على هرم هذه الوزارة الأولى وهذه الثانية حصر كل جهده وعصف ذهنه على كيف يحصد أكبر جباية من جيوب مشردي الحرب والمغتربين الذين يتولون عنه الصرف على الدولة والنازحين..

نعم .. لم يستطع جبريل فعل شي، ولذلك يعاني السودان من العزلة الدولية وهي ليست مجرد موقف سياسي، و لا تعني فقط غياب العلاقات الرسمية، بل تنعكس بشكل مباشر على الاقتصاد؛ وانعدام ثقة المستثمرين، لأنهم يرون أن الدولة نفسها عاجزة عن التفاوض مع العالم..
كذلك صعوبة الحصول على التمويل الدولي، في ظل غياب شركاء استراتيجيين.. إلى جانب استمرار العقوبات أو توسّعها، ما يؤدي إلى انهيار العملة وتضخم داخلي.
كذلك عجز المؤسسات الوطنية عن تحسين شروطها التبادلية في التجارة والتكنولوجيا والمعرفة.
وما يجعل العزلة أكثر خطورة هو أنها تُراكم آثارها ببطء، إلى أن تصبح وضعًا طبيعيًا جديدًا، ويُصبح الخروج منها أكثر صعوبة مع مرور الوقت.

ربما لا يدري السيد جبريل ان اللذكاء السياسي مهم في ادارة اقتصاد اي دولة خصوصًا مثل السودان، فليست كل الدول تمتلك موارد هائلة، ولكن بعضها يمتلك الذكاء السياسي الذي يسمح له بأن يكون حاضرًا ومؤثرًا.

ما يجب قوله هنا: أن السودان، في لحظته الراهنة، بحاجة إلى ما هو أكثر من وقف الحرب، أو معالجة عجز الميزانية.. إنه بحاجة إلى رؤية استراتيجية للانخراط الدولي، تبدأ من الاعتراف بأن المكان الطبيعي للدول السيادية هو داخل غرف الحوار، لا خارجها..
لذلك فإن الاستبعاد من دافوس، لا يجب أن يُقابل بالصمت أو الاستخفاف، بل بفهم أعمق لما تعنيه الخسارة المعنوية والسياسية، حين يُعلن العالم – على نحو غير مباشر – أنه لم يعُد يرى فيك شريكًا يمكن التفاوض معه.

عليه فإنه وبلغة الربح والخسارة فإن الغياب
عن محفل اقتصادي ثمين مثل دافوس له ثمن، فما خسره السودان في دافوس هذا العام، ليس مجرد خطاب غاب عن جلسة، أو مقابلة لم تُجرَ.
ما خسره هو بلد أنهكته الحرب كان يحتاج أن يسمع صوته في ذلك المحفل الاقتصادي الكبير والمهم، ويُعرض اقتصاده، وتُروى روايته..

وما لم تعُد بلادنا بسرعة إلى موقعها الطبيعي في الساحة الدولية، فإنها لن تخسر فقط فرص التمويل أو الشراكات، بل ستخسر المستقبل نفسه، بكل ما يحمل من إمكانيات كان يمكن أن تتحقق لو كان هنالك من يمثّلها بحق، ويقرأ العالم بلغة الاقتصاد الحر لا بلغة الحرب العبثية.. إنا لله ياخ.. الله غالب.

شارك الخبر

*بين السطور**هيثم الريح*

*في بريد والي الخرطوم* *نداء استغاثة من قلب المعاناة* سيدي الوالي، الأستاذ أحمد عثمان حمزة، تحية...

*بين السطور**هيثم الريح*

*في بريد والي الخرطوم* *نداء استغاثة من قلب المعاناة* سيدي الوالي، الأستاذ أحمد عثمان حمزة، تحية طيبة وبعد، ها هي الخرطوم، عاصمة السودان التي تحررت بثمنٍ...

الهلال الأحمر السوداني والصليب النرويجي يعزازن إستراتيجية الصحةبالسودان

ريتيرن نيوز متابعاتأكد  عضو اللجنة التسيرية للهلال الأحمر السوداني  الدكتور أحمد قلم  على استمرار التنسيق والتعاون المشترك بين الهلال الأحمر السوداني والصليب  الأحمر النرويجي بالاضافة الى العمل وفق...

حركة المجلس الانتقالي …. تضع خارطة طريق فك حصار الفاشر وشروط تحقيق السلام

تقرير : نجلاء فضل الله بدأت حركة المجلس الانتقالي تسير بخطوات ثابتة وهي تتلمس طريقها نحو التحول من حركة عسكرية إلى فاعل سياسي يمتلك رؤية...

خبير اقتصادي : استخدام الفرانك التشادي في دارفور يعكس انهيار الدولة بالاقليم ويعزز نزاعات الانفصال

ريتيرن نيوز سعاد الخضركشف الخبير الاقتصادي أحمد ابن عمر عن تضاعف معاناة المواطنين في دارفور بسبب فرق معادلة العملة التشادية بالجنيه السوداني بسببخروج البنوك...

*بين السطور**هيثم الريح*

*في بريد والي الخرطوم* *نداء استغاثة من قلب المعاناة* سيدي الوالي، الأستاذ أحمد عثمان حمزة، تحية طيبة وبعد، ها هي الخرطوم،...

الهلال الأحمر السوداني والصليب النرويجي...

ريتيرن نيوز متابعاتأكد  عضو اللجنة التسيرية للهلال الأحمر السوداني  الدكتور أحمد قلم  على استمرار التنسيق والتعاون المشترك بين الهلال الأحمر السوداني والصليب  الأحمر...

حركة المجلس الانتقالي …. تضع...

تقرير : نجلاء فضل الله بدأت حركة المجلس الانتقالي تسير بخطوات ثابتة وهي تتلمس طريقها نحو التحول من حركة عسكرية...

خبير اقتصادي : استخدام...

ريتيرن نيوز سعاد الخضركشف الخبير الاقتصادي أحمد ابن عمر عن تضاعف معاناة المواطنين في دارفور بسبب فرق معادلة العملة...

*بين السطور**هيثم الريح*

*في بريد والي الخرطوم* *نداء استغاثة من قلب المعاناة* سيدي الوالي، الأستاذ أحمد عثمان حمزة، تحية طيبة وبعد، ها هي الخرطوم، عاصمة السودان التي تحررت بثمنٍ...

الهلال الأحمر السوداني والصليب النرويجي يعزازن إستراتيجية الصحةبالسودان

ريتيرن نيوز متابعاتأكد  عضو اللجنة التسيرية للهلال الأحمر السوداني  الدكتور أحمد قلم  على استمرار التنسيق والتعاون المشترك بين الهلال الأحمر السوداني والصليب  الأحمر النرويجي بالاضافة الى العمل وفق...

حركة المجلس الانتقالي …. تضع خارطة طريق فك حصار الفاشر وشروط تحقيق السلام

تقرير : نجلاء فضل الله بدأت حركة المجلس الانتقالي تسير بخطوات ثابتة وهي تتلمس طريقها نحو التحول من حركة عسكرية إلى فاعل سياسي يمتلك رؤية...

خبير اقتصادي : استخدام الفرانك التشادي في دارفور يعكس انهيار الدولة بالاقليم ويعزز نزاعات الانفصال

ريتيرن نيوز سعاد الخضركشف الخبير الاقتصادي أحمد ابن عمر عن تضاعف معاناة المواطنين في دارفور بسبب فرق معادلة العملة التشادية بالجنيه السوداني بسببخروج البنوك...

الجنائية تحدد السادس من اكتوبر المقيل موعدا للنطق بالحكم على كوشيب

ريتيرن نيوز وكالاتأعلنت المحكمة الجنائية الدولية أن موعد إصدار الحكم بحق السوداني علي "كوشيب" سيكون يوم السادس من أكتوبر المقبل.وقالت الدائرة الابتدائية في بيان،...

ما وراء الخبرمحمد وداعةالاتحاد الافريقي و الايقاد .. تخطى المانديت

القوى السياسية ملتزمة بمبادرة الاتحاد الافريقى و الايقاد فى اطار حوار سودانى – سودانى،لاصحة لتوافق بيان الرباعية بشكل كامل مع خارطة الطريق التي وضعها...