⚫ طافت بذهني مجموعة من الأسئلة التي في اغلبها مهنية .. في المجال العسكري .. وذلك حين حفل التأبين الذي اقامه اهل بارا .. ريفا وحضرا .. بالقاهرة ، لشهدائهم الكرام من الرجال والنساءوالاطفال ، الذين تم قتلهم من قبل مغول العصر “اوباش الدعم السريع” سائلا الله ان يقبلهم شهداء عنده ، وان يربط على قلوبنا جميعا ونحن نفتقدهم .
⚫ طاف يذهني في ذلك الحين التاريخ الدموي الذي لازم بارا الانتقامية التي انتقم فيها لحرق اسماعيل باشا من قبل المك نمر بشندي ، ثم تمددا الى ماقام به اوباش عبد الله التعايشي من الجهادية الذين اورثوا اعمالهم اللاانسانية قتلا وذبحا الى من خلفهم من هؤلاء الاوباش “مليشياالدعم السريع” قاتلهم الله .
⚫ لقد تمثلت الاسئلة المهنية التي تأتي في مجال العلم والفن العسكري ، وبما تمكن للقادة من دقة وسلامة التخطيط ومن ثم تحقيق النجاح العملياتي المرتبط ايضا بالفن والابداع في مجال التنفيذ ، وذلك ما يحققه القائد الميداني عند التنفيذ تأكيدا لاحترافيته ، وقد تمثلت الأسئلة ووفق ما جاء في العنوان .. “أأسقطت بارا ام سقطت “في الآتي :-
ماهي الفكرة المحورية التي بنيت عليها خطة تحرير بارا ؟ والتي تتبلور منها مجموعة أسئلة ، تتمثل في الآتي :-
- هل تهدف الخطة لتحرير بارا فقط ، ام ستكون مرحلة من مراحل عملياتية لاحقة في اطار الخطة العملياتية الكبرى الخاصة بتحرير ولايات الغرب وصولا حتى الفاشر ؟ .
- اذا كانت خطة تحرير بارا تهدف إلى ما ذكرت أعلاه ، فما هي خطة تأمين بارا في ذاتها بعد تحريرها ، وذلك من حيث الانفتاح خرجها “خطة الدفاع الدائري حولها” ، والتي تشمل ، مسافة حفر الدفاع خارجها مع خطط الاستطلاع وماهو نوعه ، هل هو استطلاع قتال ، ام معلومات ، ام سيقوم بالواجبين معا ، ثم .. هل تم تحديد الاحتياط القريب من القوة تحديدا لمواقعه في الاتجاهات الاربعة ؟
- ماذا كان يتم من اجراءات حيال حجم المعلومات المتواتر وبكثافة عن تجهيزات المليشيا العسكرية لاستعادة بارا .
تكاملا مع ماسبق ذكره ، هل خصصت القيادة الأعلى الاحتياط الذي يعتبر مكملا لخطة تحرير من حيث تعيين القائد وحجم القوة وموقع انفتاحها ، والذي من المفترض ان يكون منفتحا بين قرية الدنكوج وبارا ووجاهزا للقيام بالهجوم المضاد حين نجاح العدو لاختراق الموقع الدفاعي لمدينة بارا في اتجاه ، وفشل الاحتياط القريب الذي سابقا من احتواء العدو المخترق للدفاع في أي اتجاه . هذا مع تأكيد جاهزية قوة الاسناد الناري الجوي والارضي . هذا اذا تجاونا خطة حقول الألغام لأسباب إنسانية وغيره لا اود ان ادخل في تفاصيلها .
في ذات الوقت ، هل كان هنالك استعدادا للتعويض الفوري للاحتياط المذكوراعلاه اذا تم استخدامه في الهجوم المضاد المعادي اذا حدث الاختراق لدفاع بارا .
والاستيضاح الذي يأتي هنا .. يقول .. هل سقطت بارا بعد اتخاذ كل الإجراءات الفنية التي تم ذكرها آنفا ، ومن ثم يصبح سقوط بارا نتاجا للقدرة والاستطاعة التي كان يتفوق بها العدو ، ومن ثم فلا مسئولية ولا مساءلة على كافة المستويات القيادية .
احسب ان الامر في اطار ماذكرت ، يحتاج الإجابة على اسباب وجود بعض القوات داخل منازل المواطنين وقد فوجئت بدخول العدو من المليشيا عليهم داخل هذه المنازل ودون ان يكون لهم علم بأن هنالك هجوم على بارا ، واقف هنا دون تعليق ، واللبيب بالاشارة يفهم ، ثم أين كانت القيادة الميدانية حين دخول المليشيا ليس لبارا ولكن لمنازل مواطني بارا التي حرموا من السكن فيها حين عودتهم، والقيادة والسيطرة تعلم ذلك ، وتعلم ان أماكن هؤلاء الجنود من الواجب ان يدتكون في الدفاعات .. لكل هذا يتمدد سؤآلي “أأسقطت بارا ام سقطت ؟” .
امر آخر يحتاج لجلية الموقف ، يتمثل في “لماذا تم تخفيف حجم القوات التي دخلت بارا وهل هو كان تخفيف ام سحب قوات لموقع آخر ؟”. فسقطت بارا
في ذات موضوع تأمين بارا .. اقول ، ان مفهوم التأمين هذا يعني “ان يكون الموقع الذي تمت استعادته من العدو او احتلاله” غير متأثرا .. أي آمن .. من أي عدائيات أرضية سواء كانت بالقوات او نيران المدفعية ، هذا اذا تجاوزنا استخدام المسيرات ، فهل كان الموقف في بارا آمنا بحسب ما ذكرت حتى يعلن والي الولاية في ثاني او ثالث يوم لتحرير بارا ، انها آمنه وعلى المواطنين العودة اليها ؟ . وهل بني القرار على رأي لجنة الامن ووفق الموقف الامني الذي كان وقتها ماثلا ، وذلك ما لا اظنه فعاد الناس لديارهم ووقعت الكارثة الإنسانية حيث ما زالت الجثث داخل المنازل ، بما فيها جثث الأطفال ، هذا الوالي لم يفتح الله عليه ان يبادر استباقا للزمن والجهد الشعبي لزيارة الجرحى وتفقد المصابين والحديث يطول ، وكأنه ايضا لم يسمع بأن هنالك ولاة اعلنوا التعبئة والاستتفار وهو يتصور في السوق ، والإعلام يطبل لسيادته؟! .
في اطار الإجابة على سؤآل .. هل أأسقطت بارا ام سقطت آتي للحديث عن موضوع جوهري وذو تأثير ليس على أمن بارا بل ذو تأثير مباشر على الامن القومي وذلك من حيث تهديده تهديدا واقعيا ومباشرا على ولاية الخرطوم قبل بارا ، وقد تحدثت وكتبت عنه وعن خطورته مرات ومرات ، وقد حدث للاسف الشديد ما كان متوقعا ، حيث بسببه سقطت مدينة بارا .. ذلك هو وجود قوات لمليشيا الدعم السريع في المنطقة الممتددة شرق بارا حتى مسافة ما يبعد عن مدينة ام درمان ما يقارب المائة كيلومتر ، والممتد شمالا وجنوبا ، من مدينة ام دم حاج أحمد حنوبا مع قربه من الطريق القومي وحتى ما بعد جبرة الشيخ شمالا ، والذي تملأه المليشيا حركة، ممارسة لقبيح أفعالها، هذه المنطقة التي كانت السبب الرئيس في سقوط بارا ومازالت ، وفي ذلك الم يكن من الواقعي ان تتم نظافته من المليشيا ، وبما لا يتم التأسيس عليه كقاعدة لاستهداف الوسط السوداني ، حيث العاصمة القومية ، والباقي معلوم . وسؤالي الذي اطرحه للمخطط العسكري هنا وآمل ان يقنعني .. ” ما الفكرة العسكرية التي تقول .. “ألا ضرورة تعبويه بل استراتيجية تدفع لنظافة هذ الجب المليشي” ، علما بأن القوات التي تم سحبها من بارا كان يمكنها بالتنسيق مع قوات اخرى كانت منفتحة في الشرق ان تحسم الأمر وبما يؤمن بارا وشرقها حتى ام درمان . وتصبح هذه المنطقة ارض حرام . فهل من تفسير واجابة على سؤإل .. “أأسقطت بارا ام سقطت”
⚫ وان لي من نصيحة لله ، فإني اوجهها للقيادة العسكرية والسياسية ونحن نتابع عبر غرف القيادة والسيطرة الخاصة بنا والتي تتمثل في (الهوتف الخاصة) على مدار الساعة ، مسار التخطيط العسكري منذ قيام هذه الحرب تدوينا لمجموع أخطاء كثيرة .. اقول له ..”وجب الأن ضرورة تغيير مجموعة من يخططون لهذه الحرب بأبعادها الاستراتيجية السياسيى والعسكرية ، والإعلامية والنفسية منذ بدايتها ، والى حين سقوط الفاشر العظيمة صمودا ؟ .
فهل .. (أأسقطت بارا ام سقطت؟) .
📌 وكلنا في انتظار ليس مجلس التحقيق وإنما تنفيذ رأي التحقيق كقررات والتي نأمل أن تكون بدرجة كارثة بارا .. شهداء وتشريد وتدمير وجرائم لا أخلاقية ونهب وكل ماهو فوقىالتصور ..
هذا دون التأثير الوطني الكبير

