بورتسودان :عثمان الطاهر
وصف وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل ابراهيم موقف الدول التي التزمت الصمت بالمخزي تجاه جرائم الابادة التي ترتكبها الميليشيا، لجهة أنها تقاضت عن تنفيذ قرارات مجلس الأمن لفكّ الحصار عن الفاشر، وقطع أن بعضها بل ساهم في تسليح ما وصفها بالميليشيا عبر نظامِ أبوظبي،وذكر جبريل في خطاب وجهه إلى الشعب السوداني إنّ التاريخ لا ينسى ولقد شهدنا مواقف مشابهة في الجنينة، وود النورة ورواندا، و على بعد أمتار قليلة من قوة حفظ الأمن التابعة للأمم المتحدة في سبرينيتشا، لافتاً إلى أن الصمت كان محفزا لارتكاب الابادات والتمادي فيها.
وبعث برسالة لمنظمات المجتمع الدولي التي قال إنها عجزت عن إيصال المساعدات الإنسانية قائلاً :” المأساة تجاوزت حدود الإغاثة، فالموتى لا يأكلون. فبينما ينفر بعضكم خفافا لتقديم الإغاثة إلى مناطق تحت احتلال الميليشيا، يعزف آخرون عن نجدة النازحين في مناطق الأمان”، وأعلن عن رفضهم لما وصفها بازدواجيةَ المعايير بعد اليوم، وأن قرارات الخارجية مؤخراً ليست سوى البداية، وأكد أنه لقد سقطت ورقة التوت عن عورة شعارات الإنسانية الزائفة لكن لايهم، فالشعب السوداني وحده من سيردّ الصاع صاعين للمجرمين والخونة.
وأشار إلى إن الدعم الخارجيّ اللامحدود الذي تتلقاه الميليشيا، وما اسماه بعبث نظامِ أبوظبي بالأمن الاستراتيجي للمنطقة، يؤكد أن الهدف يتجاوز دارفور والسودان إلى إعادة تشكيل خارطة المنطقة بأكملها،لكنه عاد وأكد أن إرادةَ الشعب أقوى، والوعي الجماعيّ يترسخ كلما اشتدّ ظلامُ المؤامرات واستعرت رمضاء التحديا،وتوعد بأن يقبر هذا المخطط بيقظة الشعب ووحدته وجدانه”، مشدداً على ضرورة الارتقاء لحجم التحدّي، و نترفع عن الصغائر، واستنفار كل إمكانات البلاد و الشعب لخوض المعركة الأكبر في تاريخ السودان.
وخاطب جنود وقادة القوات النظامية والقوات المساندة قائلاً :” نتحمّل جميعًا كفلا من مسؤولية عجزنا عن نجدة الفاشر، وعلينا مراجعة أدائنا في المرحلة السابقة لنقوّم أي اعوجاج شابّ التخطيط أو التنفيذ،مشيراً إلى أن الوحدة هي الحصن المنيع الذي يحفظ الوطن من التصدّع والانهيار، منوهاً إلى أنه لا سبيل لتجاوز المحنة والنجاة إلا بتعزيز اللُحمة الوطنية، وتحصين الجبهة الداخلية من محاولات الاختراق إسقاط ما اسماها بمشاريع التآمر والارتزاق، أياً كانت عناوينها أو أدواتها، فهذا أقصر طرق النصر.

