لماذا يرفضون شكوي السودان ضد الامارات
✍مجدي عبد القيوم(كنب)من عجايب السياسة السودانية أن تري سياسي سوداني يدافع بشراسة عن الدول المتورطة في الحرب علي بلاده سيما الإمارات ظلت بعض الاقلام تحاول بشتي السبل أبعاد اي عامل خارجي في الحرب التي تدور رحاها في بلادنا ولعله من المفهوم أن تدافع الاقلام المرتبطة بالمليشيا كنحالف “تدليس” و”متحور قحت” أو تلك التي ترتبط بالكفيل الإماراتي مباشرة وهي كثيرة فالمجموعتان تجد لهما مبررا فهما لا تستطيعان الخروج عن النص والدور المرسوم لهما ولكن السؤال لماذا يحذو كتاب من خارج حلفاء واجراء الكفيل الاماراتي نفس حذو هؤلاء البؤساء التعساء الذين بلغت بهم العنجهية للجزم بأنهم سيعودون للسودان ولن يجدوا الذين يرفضون مواقفهم السياسية المخزية! يبدو أن هؤلاء مصابون بضعف الحساسية الزمنية فإذا كانت حادثة موكب باشدار حصلت في ٢٦ يوليو ٢٠٢٢ قبل أن تتكشف عوراتهم فما الذي سيحدث الان مع التأكيد علي تجديد ادانتنا لذلك الاعتداء من حيث المبدأ لكننا فقط نورد تلك الحادثة التاريخية حتي يفيق هؤلاء من الغيبوبة ولسان الحال “اصحي يا بريش” الملاحظ أن هؤلاء واولئك يتفقون في التركيز علي إنكار العامل الخارجي في هذه الحرب في تقديري أن السبب الأساسي في ذلك هو أن هذه الشكوي تدلل بما لا يدع مجال لشك علي الدور الخارجي في الحرب وأثره الكبير فيها وبالتالي فانها أي الشكوي تفند الادعاءات والرواية أو السردية التي يتم الترويج لها كاسباب للحرب والتي تستند علي أن الحرب اشعلها “الكيزان” والفلول علي امل العودة مجددا لسدة الحكم وانها لقطع الطريق علي الثورة والانتقال المدني الديمقراطي ومحاكمة رموز الانقاذ وما إلي ذلك من شعارات واهداف ثورة ديسمبر وان القول بأن البلاد تتعرض لمؤامرة دولية متعددة الأطراف والأهداف في سياق سيناريو ينتظم كل المنطقة ويرتكز علي تفكيك الجيوش كعتبة اولي في تفكيك الدول باعتبار أنها نوع من اضغات احلام غلاة اليساريين الذين يريدون ربط الحرب بالاستعمار والامبريالية من منطلق ايدولوجي بحت ولا عزاء “لبرجنيسكي” ولا “برنارد لويس” ولا عبرة إلا لمن يعتبر بتجارب تفكيك الجيش العراقي والليبي والسوري دون التطرق لخطل فكرة الفصل الميكانيكي بين العوامل الداخلية والخارجية والعلاقة الجدلية بين الذاتي والموضوعي أو الاشارة للفقر المعرفي المدقع لهذه الاقلام فإن الدعوي التي تقدم بها السودان ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية والتي تستند علي ادلة دامغة وبراهين وقرائن أحوال ومعلومات اتت في متن تقارير هيئات ومنظمات دولية موثوقة تفسد تلك السردية وبالتالي تفكك تماسك خطابهم الإعلامي الملازم للحرب وتجعلهم عراة تماما في النقعة فالحقيقة عارية. شكوي السودان ضد الإمارات أمام محكمة إلعدل الدولية آخر مسمار في نعش الخطاب السياسي المفارق للواقع والذي يهدف إلي تغبيش وعي الجماهير باخفاء الأسباب الحقيقية للحرب والترويج لعبثيتها علي الرغم من أن التاريخ لم يقل لنا بأن حربا اندلعت ولم تكن هناك أسباب لاندلاعها بما في ذلك داحس والغبراء دعوي السودان ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية حتي في شكلها الاجرائي ومثلما اصابت في مقتل السردية التي تم الترويج لها فانها كذلك عرت دولة الإمارات وفتحت ملفات تدخلها في دول الإقليم