
(كتبه محمد عثمان ، من روانداـ كيغالي)
حدث تاريخي في سماء أفريقيا
في امسية تاريخية بكيغالي الموافق الاربعاء التاسع من يوليو 2025، ارتفعت هتافات الابتهاج في مطار كيغالي الدولي بينما كانت طائرة بدر التي تحمل العلم السوداني البوينج 800- 737 بقيادة الكابتن هشام عثمان وفريق مميز من الضيافة الجوية علي راسه مدير الضيافة الصادق نقد الله ،لامست الطائرة المدرج لتدشن بذلك أول رحلة جوية مباشرة تربط السودان برواندا. ووراء هذا الإنجاز التاريخي يقف سفر دبلوماسي دؤوب بقيادة سفير السودان في رواندا الاستاذ خالد موسي ، الذي حوّل حلم الربط الجوي إلى واقع ملموس، في خطوة تفتح آفاقاً جديدة للتكامل الاقتصادي والاجتماعي بين البلدين ، وقد تحدث السيد السفيربقلب مفتوح عن تتويج هذا الحدث قائلا : انه يوم مميز في تاريخ العلاقات بين البلدين السودان ورواندا ،حيث شهد تدشين خط الطيران بين البلدين ووصول اول رحلة بين العاصمة الادارية الحالية للسودان بورتسودان وعاصمة رواندا كيغالي ، التي تمثل شرق افريقيا ، ووصول الرحلة الاولي علامة تاريخية فارقة في تغطية العلاقة الثنائية بين البلدين ، وتدفع بربط الميزان التجاري وخدمة الجالية ونقل البضائع ، واهم مافي ذلك ماتشهده علاقات البلدين من تقدم ملحوظ ، وسيعزز خط النقل الجوي الاستفادة من تجربة رواندا في السلام خاصة في ظل تشابه ظروف البلدين ، حيث يشهد السودان الان عدوان اقليمي من قبل مليشيا الدعم السريع وداعميها ، وسيعزز الخط الجوي نقل البعثات السودانية المختلفة للاستفادة من تجربة رواندا في العدالة الاجتماعية ، والنمؤ والتطور الذي تشهده رواندا ، كما ان الخط الجوي سيعمل علي خدمة اعضاء الجالية البالغ عددهم فوق ال خمسة الاف من مهنيين وطلاب ،فضلا عن وجود جامعة سودانية بخبرات وكفاءات موجودة برواندا .

واشار الي ان الخط يربط السودان بكيغالي عبر جوبا مما يساعد في ربط اللحمة التاريخية ، ويدعم تاريخ البلدين والتطلعات المشتركة ، وعودة السودان لجذوره التاريخية في افريقيا التي ستكون قبلة المستقبل ، وشكر شركة بدر للطيران وكل الشركات التي تدعم وتنقل عمق السودان التاريخي الي العالم.
اعتمد السفير وفريق عمله على منهج “الدبلوماسية الوجدانية” من خلال لقاءاتهم المباشرة مع الجانب الرواندي ومسؤولي الطيران بمطار كيغالي، مستخدمين في ذلك تجاربهم الممتدة في بناء التحالفات خلال عملهم في الخارجية السودانية حيث أشاد اعضاء الجالية بتفاني فريق العمل في خدمة المصالح السودانية

المهندس المعتز شوره نائب المدير التنفيذي لشركة بدر للطيران ومدير ادارة الهندسة بشركة بدر كان علي مقدمة وفد بدر للطيران والذي ضم ايضا استاذ اسامة احمد عثمان _ مدير الامن والسلامة بشركة بدر والاستاذ سعد زايد ممثل للادارة التجارية بالشركة ، المعتز شوره مستفيداً من خبرته الطويلة والممتدة في تنسيق اعمال الشركة وانفتاحها نحو العالم خاصة في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها السودان حاليا ، أنشأ شورة فريق عمل مشترك مع سفارة السودان برواندا، لوضع خريطة زمنية دقيقة للتغلب على العقبات الفنية في وقت قياسي، حيث كان من المقرر قيام الرحلة نهارا من بورتسودان الي جوبا ثم وصولها الي كيغالي ، الا ان الاحوال الجوية الطبيعية ببورتسودان حالت دون ذلك ولكن بالعزيمة والاصرار ، وتحقيقا لحلم السودان بتحليق طائراته في كل الارجاء ، اقلعت الرحلة بنجاح رغم انف الظروف التي بدلت زمن الرحلة لاكثر من مرة خلال اليوم ، لتحط الطائرة رحالها في مطار كيغالي وسط اجواء من الفرح ، الذي تذوق طعمه كل المساهمين في نجاح الرحلة والساعين لتقدم السودان وقد ذكر المعتزشوره في حديثه : ان خط كيغالي مصدر فخر وان الشركة تعد اول شركة من الدولتين تبداء في تنفيذ جدول منتظم تبدا برحلة اسبوعية قابلة للزيادة ، مما يعزز ويدعم الاقتصاد والسياحة وحركة العمل واكتشاف الفرص بين البلدين ، بالاضافة لتبادل الثقافات وتسهيل العملية التجارية بين البلدين ،ودعم للجالية السودانية وسهولة ربطهم بالوطن مباشرة دون انتظار طويل في مطارات اخري ، واشار شوره الي تزامن الحدث مع وصول طائرة اخري للشركة الي اثيوبيا في تعزيز الانفتاح نحو القارة الافريقية
وختاما عندما تصنع السماء حكايات الأرض ، لم تكن طائرة “بدر للطيران” محمّلة بالمسافرين والبضائع فقط، بل حملت رسالةً مفادها أن ألسودان قادر على بناء جسوره بسواعده الوطنية مهما تكالب عليه الاعداء، وانهذا الإنجاز الذي نسج خيوطة صادقين ومخلصين من ابناء الوطن اللذين يؤمنون بأن السماء ليست حداً لفصل الشعوب، بل فضاءً للقائها، وفي الختام نكتب ان اليوم يشهد فصلاً جديداً من حكاية السودان التي تبدأ من أفريقيا ولا تنتهي عند حدودها .